السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد واعدتكم أن أروى لكم أحداث قصة عجيبة غريبة وقعة إحداثها في مزرعة في الجبل الأخضر وكان ذلك في سنة 1995ميلادي في نهاية فصل الشتاء تقريباً وهذه القصة حقيقية ووقعت إحداثها كما يلي
كان لي صديق أسمه عماد كنت قد تعرفت عليه عندما كنا في الكشافة ودرسنا الابتدائي مع بعض وتوطدت أواصر الصداقة بيننا لكوننا تجمعنا نفس الهوايات المشتركة من حب المغامرات ولاِطلاع وحب الاكتشاف وقد قضينا أوقات رائعة مع بعض فالكشافة وذهبنا في العديد من الرحلات مع فرق الكشافة وعندما كنا نقيم بالمخيمات ونقوم عن طريق القادة بأجراء رحلات ومغامرات كنت أنا وعماد نشكل فريقاً واحد وكان لعماد أبن خال يدعى باسم أنا لم أكن أعرفه فقط كنت ألتقي به عند عماد ولم تكن هناك أي بوادر إلى التقارب وكنت أحس أنه متكبر متعجرف ولذلك لم أكن أعيره إي اهتمام وعندما يتصادف وجودي معه كنت أختلق حجة للذهاب لأني والحق يقال لم أكن أطيقه ولكني لم أكن أريد أن يحس صديقي بذلك ولكن عماد لاحظ ذلك وحاول أن يحطم ذلك النفور بعدة طرق ولكني كنت دائماً أتحاشي باسم هذا وكلما كنت أتي إلى عماد وأجد سيارة باسم كنت أغير وجهتي وفي أحد الأيام دعاني عماد إلى بيته وذلك لأجل التخطيط إلي رحلة لصيد السمك وهذه الهواية الوحيدة التي لم أكن اشترك فيها مع عماد الذي كان يهوي صيد الأسماك والسباحة فقد كان سباح ماهر وقد فاز في العديد من السباقات المهم أنى عند حضوري إلي بيت عماد كانت مفاجآت من نصيبي فقد كان باسم موجود مع عماد الغريب أني لم أشاهد سيارته خارج البيت لذلك شعرت أن هناك شيء ما المهم صافحت عماد وباسم وكتمت شعوري ووضعت ابتسامة علي وجهي لا أعرف كيف بدأت وجلست وأحضر عماد الشاي وخيم صمت على ثلاثتنا حقيقة كل الكلام تبخر ولم أجد رغبة في التحدث وحاول عماد أن يقطع ذلك الصمت ويبدد الجفوة والتي أتضح أنها من جانبي أنا فقط المسكين باسم لم يكن يحمل في قلبه شيء تجاهي وأستطاع عماد إن يلفت انتباهي ويجعلني أشترك في الحديث الذي بدأه مع باسم وذلك بالتحدث عن مزرعة في منطقة الجبل في البداية لم انتبه ولم أعير الموضوع أي اهتمام ولكن بعد ذلك وجدت نفسي أنصت وبكل حواسي فقد كانت القصة التي يرويها باسم غريبة وعجيبة ونسيت كل تلك الجفوة التي كانت بيني وبينه وطلبت منه أن يعيد رواية ما حدث من البداية لعدم انتباهي لم يعارض باسم واتسعت ابتسامة عماد فقد أستطاع هذا الخبيث أن يستدرجني إلي هذا الفخ مستغل فضولي وحبي الشديد إلي الاكتشاف والأشياء الغريبة وبداء باسم في رواية القصة التي كانت كلاِتي
قال باسم أن هذه الرواية قد سمعها من صديق والده نقل عن والده نقل عن أبيه عن جده كان ألشيخ عبد القادر الباجي وهو الجد الأكبر لباسم كان تاجر من التجار القدامى الذين يتاجرون على البغال ويتنقلون بين القرى لترويج بضاعتهم المتمثلة في الأقمشة والمواشي والجلود واثنا تنقله وفي منطقة الجبل تعرضت قافلته التي كانت تمثل كل ما يملك تعرضت إلي هجوم من قطاع الطرق الذين نهبوا وسلبوا كل شيء ولم يتركوا له حتى بغل واحد وتركوه مقيد في جذع شجرة والشمس تشرف علي المغيب صراخه وتوسلاته ذهبت مع الريح فلم يصغي لها أحد من قطاع الطرق وبقي لساعات مقيد وأستطاع بطريقة ما أن يتحرر من قيوده وبذلك كتب له عمر جديد فالمنطقة كانت تعج بالذئاب وأمضى بقية الليل على قمة شجرة خوفاُ أن يداعبه النعاس فتقضي عليه الذئاب وفى الصباح وجد نفسه وحيد في ذلك الجبل لا مال ولإطعام ولا حتى ماء ولكونه يعرف تلك ألاماكن جيدً فقد عبر بعض المسالك ليصل إلي أقرب تجمع به بعض البيوت والذي يسمى بالنجع أو الربع المهم تم استقباله من صاحب البيت الذي عرفه فقد سبق أن باعهم أشياء واجتمع رجال ذلك النجع حوله يستمعون لقصته ويعبرون عن أسفهم لما أصابه وتمت ضيافته من قبلهم فقد اشتهر سكان ذلك الجبل بالكرم وبقي عدة أيام في ضيافتهم وكان يسأل نفسه لقد أصبح معدم لا يملك حتى قوت يومه ليس له أحد فقد توفي أبويه وعاش حياته يتيم أستطاع أن يجمع بعض المال عن طريق اشتغاله بحرفة الرعي وبعد ذلك جرب التجارة التي نجح فيها وكون قافلة ولكن كل ذلك ذهب مع الريح ماذا يفعل يا ترى ؟؟؟ لابد أن يبدأ من جديد اليأس لم يكن يعرف طريقً إلي قلبه لابد من الحصول على عمل ولكن لا يوجد أي عمل في تلك المنطقة عدا الرعي ولهذا عرض على سكان ذلك النجع أن يرعى لهم قطعان الماعز وتم الاتفاق على ذاك على أن يحصل على طعامه وشرابه وعنزة والدة في كل شهر وحصل على عشه صغيرة تم بناءها بعيد عن النجع بقرب الحظائر واستمر في الرعي حيث كان يقوم في الصباح الباكر وينطلق في ذلك الجبل وتم تزويده ببندقية من ذلك الطراز الموجود في ذلك الوقت صناعة تركيا العثمانيون
وذلك للحماية من هجوم الذئاب وإذا تعرض لغزو من الصوص يتم دعمه عند سماع صوت البارودة ومرت الأيام على خير ما يرام وكان كل يوم يتوجه إلى جهة من الجبل وكأن لديه رغبة في اكتشاف المنطقة ممتلئ بالحيوية والنشاط له وجه يحمل دائماً ابتسامة حتى في أحلك الظروف كان مرح محبوب سرعان ما يملك أصدقاء كذلك كان يملك صوت حسن ويجيد الغناء والعزف على المزمار وفى يوم من الأيام وعندما كان يرعى في قطيعه أنتبه إلى شيء عجيب قد حدث فقد توقف الماعز وأشربت أعناقه وأذانه وجفل القطيع ومن خلال خبرته بالرعي عرف أن هناك شيء قد افزع القطيع ولاشي يفعل ذلك عدا الذئاب وفى سرعة أمسك البارودة وتقدم في ذلك الاتجاه الذي شاهد الماعز ينظر إليه قبل أن يجفل وتقدم ممسك بالبندقية ويده على الزناد وتوقف ليرتعد جسمه وتنتابه رعشة قوية فقد شاهد أغرب منظر بحياته

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق