لقد كان هناك واقفاً في داخل المستودع ينظر إلينا بنظرات مخيفة برغم الابتسامة الشاحبة التي كان يجاهد ليرسمها علي شفتيه عندها صاح هاني غير مصدق عينيه عميش عميش أين كنت ومتي حضرت حقيقة كانت مفاجأة بمعني الكلمة لم نكن نتوقع أن نجده هنا وفي نفس المكان الذي كنا قد وضعنا فيه الكتاب ومن وقع المفاجأة كنا ننظر إليه نظرات صامته مستغربه مليئة بالتساؤلات وفي حركة غريزية رفعت الصندوق الذي كنا قد وضعنا تحته الكتاب وألقيت نظره ولكن لم يكن الكتاب موجود يا ألاهي لقد أخذه أكيد انه من أخذه وألا كيف كان موجود في نفس المكان برغم كبر المستودع وازدحامه بالخشب ومواد البناء الأمر الذي يجعل عثورك علي شي فيه كبحثك عن إبرة في جبل من القش يا لاهي كيف عرف عميش مكان الكتاب وكيف حضر في هذا التوقيت بالتحديد هذا العميش خطير جداً ونزعني من تساؤلاتي عندما قال مرحباً هل تبحثون عن الكتاب قلت له متلعثم نعععم نعم هل أخذته أشار برأسه علامة الموافقة فقلت ولكن كيف كيف حضرة ألي هنا وكيف عرفت مكان الكتاب فقال أليس أنا صاحب الكتاب أليس من المفترض أن تسلمني إياه بدل إن تضعه هنا معرض للضياع ألا تعلم انه كتاب ثمين جداً وان هناك من هم علي استعداد لدفع الآلاف مقابل هذا الكتاب لقد وثقت فيك وحذرتك عندما سلمتك الكتاب وها أنت تريد أن تسلمه إلي شخص أخر يا للهول لقد أذهلتني المفاجأة وتوقف تفكيري كيف يعرف عميش كل هذا كيف عرف أولا مكان الكتاب ثانياُ إنني أريد إن أسلمه إلي شخص أخر ثالثاً أني استعملته ولكن هاني انطلق بذالك السيل الجارف من الأسئلة الموجهة إلي عميش مثل أين كنت ومتي حضرة ولماذا لم تبلغني بتغيبك وكيف عرفت مكان الكتاب وما هذا الكتاب المصيبة التي أوقعتنا فيها وأين زميلك الذي كان يناوب في مكانك لم يتكلم عميش ولكنه نظر إلي نظرة طويلة وقال تعالوا سوف نجلس ونتحدث عن ذالك واستدار متجه إلي حيث حجرته وتبعناه عند ذالك فقط انتبهت إلي ما يحمله في يده لتنتابني رعدة أخري فقد كان يحمل في يده الكتاب ذالك الكتاب المرعب جلسنا في حجرته وبداء في الحديث موجه الكلام إلي هاني قال أنه قد حصلت له بعض الظروف التي أجبرته علي التغيب وقال أنه قد أجري عملية للمرارة في عيادة خاصة وانه تعب جداً بعد العملية حيث حصل له التهاب بالجرح ومكث في العيادة وعند خروجه مكث عند أحد أقاربه يومين فقط وبعدها عاد إلي هنا أما زميله فقد ذهب لقضاء أشغاله الخاصة فقلت له وهل حضورك في هذا التوقيت كان صدفة نظر إلي وقال لا لم يكن صدفة لقد حضرت لحماية الكتاب من رشيد فقلت له أي رشيد فقال ذالك الشخص الذي احضره والدك للبيت ومرة أخري يكون من نصيبي موجة من الذهول كيف عرف أسمه إذا كنت أنا لم أعرف أسمه فقلت وكيف كيف عرفت أسمه وكيف تعرف كل هذه المعلومات من يخبرك بها فقال ضاحكاً هذه أمور بسيطة جداً كنت أعتقد أنك ملم بها عندما تناقشت معك أوحيت لي أنك مطلع علي كل ذلك ولكن للأسف لم تكن كذلك فقلت وقد احمرت أوداجي ولكن ما حدث كان غير طبيعي غير طبيعي علي الإطلاق أنت لم تشاهد ما حدث ضحك عميش وقال ألم أقل لك إن هذه الأمور تحتاج إلي قلب من حديد توترت أعصابي وأرتفع ضغط دمي فقد أخجلني كلام عميش الذي أشعرني بجبني فقلت له ولكن الأمر تطور وأصبحت أمور غريبة تحدث في البيت فقال وسوف تشاهدون أكثر من ذلك ولن يستطيع أحد أن ببقاء في البيت إلا إذا أغلقنا ذلك الباب فقلت له أي باب قلتها بلهفة فبرغم كل شي وبرغم رعبي وما حدث إلا أن حبي للاستطلاع كان أقوي فقال عميش باب الجلب لقد فتحت باب الجلب بقراتك التعويذة ولكونك لا تعرف بقية الطرق فقد سيطر الجان علي البيت فقلت له ولكن ماذا نفعل نظر إلي بصمت وقال هاني عميش أن والده ينتظرنا في البيت فقال عميش أن رشيد المغربي يريد الكتاب وأنا لن أعطيه له أطلاقاً فقلت له ولكن ما ذا نقول لهم وكيف نفعل لحل هذه المشكلة التي إذا لم تنتهي سوف تجعلنا نعرض البيت للبيع فوالدي قد قرر ذلك ووالدي لن يغش أحد في البيع وبذلك سوف يبخس ثمنه عندما ينتشر خبر ما حدث فقال عميش ولكن هذا الكتاب ملك لي ولن أعطيه لرشيد المغربي الذي سوف يستغله في أعمال الشر وسوف يطلق شروره في كل مكان فقلت له وهل تعرفه من قبل أشار برأسه وقال نعم أنه يمارس السحر والنصب وهو محتال كبير وسوف يستغل والدك بمبالغ كبيرة ولن تنتهي المشكلة لأنه سوف يبتزه دائماً فقلت له وماذا سوف نفعل إزاء ذلك فقال أذهبوا إلي رشيد وأخبروه أنكم لم تجدوا الكتاب أو اخبروه إن عميش أخذه وسوف أعمل علي حل هذه المشكلة وغلق الباب ولكن عليكم البقاء في البيت لا تتركوا البيت خالي وألا سوف يكون اغلاف الباب من أصعب الأمور وإذا بقاء البيت خالي لمدة ثلاثة أيام فلن يعد ممكن أغلاق الباب علي الإطلاق خرجنا من عند عميش والتساؤلات تعصف برؤسنا وفي الطريق قال لي هاني ما رأيك في ما قاله عميش فقلت له يبدوا أنه أنسأن صادق وسوف يساعدنا فقال ولكن ماذا سنقول لأبيك ومن أسماه رشيد فقلت له لن نذكر عميش سوف نقول أننا لم نجد الكتاب فقد تم نقله مع الأخشاب إلي مكان أخر وذهبنا ألي ذلك المكان ولم نجده واتفقنا علي ذلك وعند وصولنا إلي البيت استقبلنا ذلك الشخص بنظرات ثاقبة تشع من عيون غائرة مثل عيون الثعلب وقال أين الكتاب فقلت له لم نجده فصرخ في وجهي صرخة لم أكن أتوقعها حتى إنني تراجعت مبهوت قال غير صحييييييييييييح نظر إليه والدي بغضب شديد وقال ما بك ويش أصابك فقال ولكنهم لم يحضروا الكتاب فقال له والدي وإذا لم يحضروه هذا ليس مبرر أن تصرخ هاكذا صمت الرجل علي مضض صمت وهو ينظر إلي نظرة هادرة غاضبة وقال كيف هل بحثتم عنه جيد فقلت له أننا وضعناه تحت الخشب وتم نقله مع الخشب أنفجر مرة أخري وقال أغبيا أغبيا كيف تفعلون ذالك بهذا الكتاب عند ذلك قام والدي غاضباً جداَ جداً وألتفت إلي ذلك الرجل وقال له
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق