لقد كان هاني يطل من نافذة الغرفة ويشير إلي بيديه ويضع أصبعه علي فمه اشارت إلي الصمت ويشير إلي أن أصعد بهدوء كانت مفاجأة مفاجأة بمعني الكلمة لم أكن أتوقعها عند ذلك اتجهت إلي الباب وفتحته بهدوء شديد ودقات قلبي ترتفع وترتفع كان المنزل غارقاً في الظلام وبرغم أني عشت سنوات طويلة في هذا البيت إلا أني شعرت أني شخص غريب عنه وأني أدخله لأول مرة ولا أخفي عليكم لقد شعرت بالرعب الرعب الشديد وبمنتهي الهدوء شقيت طريقي متسللً ألي حيث كانت هناك إنارة باهتة تنبعث من الطابق العلوي حيث غرفتي وهذه الإنارة تنبعث من مصابيح الشحن ألتي كانت لا تشتغل إلا عندما ينقطع التيار الكهربائي عن المنزل ولا أدري متى ولا كيف أنقطع التيار الكهربائي صعدت مع السلالم بهدوء شديد كنت أسمع فيه دقات قلي وأنفاسي اللاهثة ألتي كنت أجاهد لأكتمها ولولا أني كنت أتشجع بوجود هاني بالداخل ما كنت دخلت علي الإطلاق ولأن وجود هاني هو ما كان يشجعني علي الدخول كان وحش الصمت المريع يخيم علي كل أركان البيت لا شيء سوي الصمت وما أروع الصمت وما أشد رهبته وخاصة عندما يكون يعرض علي مسرح بيت يحوي بوابة ألي عالم الرعب أكملت السلالم صاعداً واتجهت ألي غرفتي ألي حيث هاني وعندها فقط انتبهت لنقطة لم تخطر علي بالي علي الإطلاق نقطة جعلت الدم يتجمد في عروقي وقلبي يقفز من بين ضلوعي يا للهول كيف لم أنتبه ألي ذلك كيف لم أنتبه ألي يا الاهي كم كنت غبي فلم أفكر قط كيف دخل هاني إلي البيت والبيت مغلق والمفتاح معي إضافة أنني لم أجد سيارته أمام المنزل راجعت الأحداث بسرعة في ذهني !!!! أجل لقد رأيته من نافذة غرفتي لقد كان يلوح لي بيده أنه هاني أنا لم أتوهم ذلك ولكن ذلك القلق ألذي أنفجر في أعماقي وحاستي السادسة ألتي انطلقت بكامل قوتها كانت تنبئني بعكس ذلك لا يمكن أن يكون هاني وإذا كان هاني فكيف دخل ألي البيت عند ذلك خطرت لي فكرة الركض سوف أنطلق هارباً إلي خارج البيت ولكن أذا كان هاني هو الذي أشار لي من النافذة فسوف يكون موقفي هذا سخيف جداً وموقف جبان الحيرة كانت تملا عقلي والتردد بين أن أدخل وبين أن ألوذ بالفرار وأخيرا اتخذت قراراَ سوف أدخل الغرفة وأتأكد من وجود هاني من عدمه وتحركت يدي إلي مقبض باب الغرفة لتديره وكانت المفاجأة فالباب كان مقفل عند ذلك فقط تأكدت أن ما رأيته لم يكن هاني لم يكن هاني علي الإطلاق لقد كان ذلك الكيان المرعب يتقمص شخصية هاني تراجعت برغم الرغبة الملحة ألتي كانت تدفعني للاستطلاع وهذه هي مصيبتي الكبرى حبي للاستطلاع والمعرفة هو ما يزج بي في هذه المصائب أخرجت حلقة المفاتيح من جيبي والتي كانت تحوي مفتاح لغرفتي وأدرته داخل القفل ودفعت الباب بهدوء وبرغم النور الخافت الذي تسلل إلي داخل الغرفة من الباب ومن النافذة إلا أن الغرفة كانت خالية لا يوجد فيها أحد لا هاني ولا غير هاني أدرت نظرة سريعة إلي أركانها نظرة استطلاع لقد كانت النافذة مقفلة عادت ألي مخيلتي الأحداث التي وقعت هنا ومشاهد الرعب فتراجعت بسرعة وأقفلت الغرفة ورأي وانطلقت مسرعاً نحو السلالم سوف أغادر البيت بأسرع وقت ولم أكد أصل ألي بداية الدرج حتى سمعت تلك الصرخة وووعععععععععععع وااااااعععععععع تجمدت في مكاني وكاد قلبي أن يتوقف أجل أنه صوت هاني هاني هو الذي يصرخ أنا اعرف صوته جيد عندها انطلقت تلك الشحنة القوية في جهازي العصبي الشحنة الناتجة عن تدفق مادة الأدرينالين وحينها انطلقت بسرعة وبرغم أني لم أحدد مصدر الصوت إلا أني وجدت نفسي أنطلق نحو غرفتي ولا أعرف سبب سوي أني كنت أستمع إلي ذلك الشعور الذي ينطلق من أعماقي والذي يؤكد لي أن مصدر الصوت هو غرفتي !! لحظات بسيطة كنت حينها أضع يدي علي مقبض الباب وأدفعه بقوة لتكون صدمة أخري من نصيبي فقد كان مقفل غريبة من أقفله لقد خرجت من هذه الغرفة منذ لحظات بسيطة فقط ولم أقفل الباب وبرغم الرعب الشديد إلا أن ثقتي بوجود هاني بالداخل كانت تبعث في نفسي قليل من التشجيع ومرة أخري أخرجت حلقة المفاتيح ودار المفتاح في الباب ودفعت الباب وجالت عيناي في أركان الغرفة ليزداد رعبي مرة أخري فلم يكن هناك أحد نظرت في داخل دولاب الملابس وتحت السرير ولكن لا أحد كنت أبحث هنا وهناك وبشكل هستيري وحالة الرعب تزداد وتزداد وفجأة سمعة صوت تلك الأنفاس اللاهثة والتي سبق إن سمعتها في هذه الغرفة في السابق وبحركة غريزية انطلقت عيناي إلي مصدر الصوت والذي كان ينطلق من فوق رأسي من ناحية السقف سقف الغرفة وما كدت أرفع رأسي وأشاهد مصدر تلك الأنفاس اللاهثة حتى وقعت علي ظهري وأرتعد جسمي وارتعد وارتعد وارتجف قلبي وأطلقت تلك الصرخات وانأ أتدحرج وازحف لقد كان ذلك الكيان الأسود المخيف يلتصق بالسقف كلب أسود أجل انه كلب اسود عيونه حمراء ينبعث منها الشرر ولكن رأسه كان ليس إلي الأمام بل إلي الخلف لكم أن تتصوروا ذلك كلب يلتصق بالسقف محطم قواعد الجاذبية ورأسه قد أدير إلي الوراء عكس جسمه وأنفاسه اللاهثة تنطلق بقوة لقد كان ينظر إلي نظرة مخيفة لا أدري كيف ولا متى ولا أين وجدت نفسي أزحف وأتدحرج وأتعثر واقف وأقع وعبر السلام كنت أتدحرج أصيبت قدماي وخدشت يداي ولكني لم أتوقف بكل طاقة الجسم المنبعثة من تلك الحالة الهستيرية التي أصبت بها من الخوف والرعب الشديد ووجدت نفسي بالطابق الأرضي وتعثرت مرة أخري ولا أدري خيل لي إن هناك شيء لزج قد تعثرت به قدمي وحاولت أن أقف ولكن لا لا لقد تسمرت رجلي وشي بارد قد أمسك بقدمي لا اعرف هل هي حالة من الشلل لا أدري شيء بارد جداً
وجاهدت وجاهدت للوقوف ولكني لم أفلح ومرة أخري سمعت صوت تلك الأنفاس اللاهثة يقترب
من وجهي يا الاهي أنه ذلك الكيان المرعب أنه ذلك الكلب الأسود المسخوط أغمضت عيناي
أغمضتها وأنا أصرخ واصرخ لأني لا أريد أن أري عيونه الحمراء المرعبة وفجأة تعالت
تلك الطرقات علي الباب طرقات بقوة طرقات وكأن هناك محاولة لخلع الباب وكسره عند
ذلك تحررت قدماي ونهضت بسرعة وانأ أتعثر لقد كنت علي يقين أنه هاني أجل لابد أن
يكون هاني وقد سمع صراخي ولهذا فهو من يطرق علي الباب ويحاول أن يكسره وأخيراً
وصلت إلي الباب وفتحته لتكون مفاجأة أخري تنتظرني يا للهول !!!!!
رعب الكتاب المشؤوم الحلقة 11
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق