كان استقبال عميش لنا أكثر بشاشة وترحيب ودعانا ألي غرفته والتي كانت أكثر نظافة وتنسيق جلسنا علي الأريكة الوحيدة بالغرفة ولفت نظري وجود بعض الكتب علي أحد الرفوف وقد قررت أن تكون هي مفتاح الحديث بعد تناول الشاي الذي كان يبدوا أن عميش قد أعده مسبق فسرعان ما قدم لنا أكواب الشاي مع بعض البسكويت عند ذلك بدأت الحديث مع عميش مشير ألي الكتب وقلت له ما شاءا لله أنت تحب الإطلاع والمطالعة فكان جوابه أن المطالعة هي غذاء العقل عند ذلك استأذنته في الإطلاع علي الكتب فلم يمانع كانت الكتب كتب تاريخ تتحدث عن حضارات قديمة مثل حضارة الفراعنة والبابلية والاشوريه وغيرها من الحضارات الغابرة ولم أجد ذلك الكتاب الذي تحدث عنه هاني ولكني لم أيأس واستمريت في الحديث عن الكتب والإطلاع فقد كانت معلوماتي جيده في عالم الكتاب وقد استطعت أن الفت انتباهه وأشده ألي الحديث فقد كانت الكتب التي وجدتها لديه تتحدث عن التاريخ ولذلك تحدثت معه عن الحضارات وعن ما كتبه الرحالون عنها وأدرت الحديث بخبث لنصل ألي كتاب للكاتب ( أنيس منصور ) بعنوان حول العالم وكل ذلك لأن الكتاب يحوي طريقة لتحضير الأرواح وذلك ما أردت أن يكون محور النقاش وقد تحدثت عن تلك الطريقة بعفوية كاملة وقلت بطريقة مرحه أننا قد حاولنا تجربة تلك الطريقة عند ذلك قال عميش بصوت بداء حاد إياكم أن تجربوا هذه الطريقة فهي تحوي العديد من المخاطر ألتفت أليه وأنا أحاول جاهداً إن أضع علي وجهي علامات التعجب وأخفي بريق الفرحة فقد وقع عميش في فخنا وقلت له لماذا ما هي المخاطر المترتبة علي ذلك لقد جربنا ذلك ولم تنجح الطريقة فقال أحمدوا ربكم أنها لم تنجح وألا لحصلت لكم أهوال فقلت له في محاولة لاستدراجه للحديث أكثر وما هي الأهوال وهل تصدق أن هناك تحضير للأرواح نحن مسلمين ولا نصدق بذلك فقال عميش ولكن هناك من يحضر ويتحدث بأسم الروح المطلوبة عند ذلك تحدث هاني وقال عميش هل سبق أن شاهدة ذلك أقصد هل سبق وأن حضرة جلست من هذه الجلسات التحضيرية تغير وجه عميش قليلُ وتوقف لحظات عن التحدث ولكنه أبتسم وقال نعم لقد حضرة عدة جلسات عند ذلك وفي محاولة لفتح الحديث أكثر قلت له غريبة لقد قراءة كتب أخري تحوي بعض الطرق الغريبة ولكن كل ذلك كان خزعبلات فقال وما هي الكتب التي قرأتها فقلت له عن كتاب قد سبق أن تصفحته من قبل أسمه الرحمة في الطب والحكمة
فقال هه أنه كتاب عديم الفائدة فقلت له متعجب وهل تعرفه أومأ برأسه علامة الموافقة وقال أنه لا يحوي سوي أكاذيب ولكن هناك كتب خطيرة مثل الديربي الكبير وهي تختص بطرق السحر السحر الأسود عند ذلك رسمت علامات تعجب أكبر وقلت له واو السحر الأسود وهل هناك ألوان للسحر فقال نعم قلت له أنت موسوعة علمية يا عميش تمتلك ثقافة واسعة في علوم الميتافيزيقيا وقد كان لوقع كلماتي أثر خاص فقد نفخ نفسه وشاهدت بريق الزهو الذي برقة به عينيه
وتحدث بزهو وقال أنه علي دراية كاملة بهذه الأمور وأنه قد درس كتب عديدة تختص بهذه الأمور وانحلت عقدة لسانه وبداء يتحدث عن السحر وعن طرق جلب الجان والسيطرة عليهم وعن تحضير الأرواح
عند ذلك قال هاني موجه الكلام إلي عميش بطريقة أعجبتني فقد قالها علي نفس سياق الحديث قال برغم أنني أكره الكتب إلا أنني شاهدة لديك كتاب قديم بداء أثري جداً عند ذالك تغيرت نبرة صوت عميش ووجه نظره بدأت قاسية ألي هاني وقال نعم لقد كان لدي كتاب وقد استعاره أحد معارفي فقلت له وما عنوان الكتاب قال عميش أنه الديربي الكبير فقلت له واو الديربي الكبير الذي به طرق السحر الأسود أجاب نعم فقلت له وقد عجزت عن السيطرة علي فضولي وهل أستطيع أن أستعيره للإطلاع صمت عميش ولم يتكلم وكأنه لم يكن يتوقع سؤلي صمت وقد أحرجه طلبي ولكنه أجاب لا لا أستطيع ذلك أنت لا تقدر أن تقرأ ذلك الكتاب ففيه من الأهوال ما يشيب الرضيع قال ذلك بعصبية زائدة مما أثار لدي روح التحدي فقلت لماذا لا أستطيع أنا لا أخاف شيء ولا يرعبني شي فقال عميش قد تظن نفسك كذلك ولكن مع هذا الكتاب فكل شيء يختلف فقلت له أنني شاهدة من الرعب ما هو أشد ورويت له ما حدث معنا في جبال أكاكس ورويت له ما حدث معنا في المزرعة وحقيقة كان يستمع ألي قصتنا بين مصدق ومكذب وما أن انتهيت من سرد القصة حتى قال عندما شاهد إصراري لا يهم سوف أعيرك الكتاب ولكن شريطة أن تعيده بأسرع ما يكون وأن لا تستعمل أي طريقة من الطرق الموجودة به فلم أتكلم عند ذلك أخرج صندوق من تحت سريره وفتح الصندوق وأخرج منه ذلك الكتاب الذي كان يلفه في قطعة من الجلد كانت علي شكل حافظ للكتاب وحقيقة لقد انتابتني رعشة شديدة لمجرد أن رأيت الكتاب وأمسكت به بيد شبه مرتعدة كان الفضول يدفعني ألي أن افتح الكتاب لمشاهدة ما يحويه ولكني استدركت نفسي ووضعته بجانبي واستمريت بالحديث مستفسر عن بعض الأمور وكان علي عميش الذي انكشفت أوراقه إن يبرر موقفه في امتلاكه لهذا الكتاب ولكنه أسرع القول أن هذا الكتاب قد توارثه من خاله وأنه في الفترة السابقة منذ حوالي أكثر من عام حاول أن يشتغل به عندما لم يحصل علي أي مورد للمال ولكنه أعرض عن ذلك لأنه يخاف الله ولا يريد أن يقع في المحظور وأستمر النقاش ألي ساعات طويلة أستاذنا بعدها ورجعنا ألي بيوتنا كنت أقبض علي الكتاب خيفة أن يطير من يدي انتظر اللحظات التي ارجع فيها إلي البيت لأكتشف أغواره قال لي هاني محذراً لا تتهور وانتبه للمخاطر فقد يتسبب هذا الكتاب في مهلكتك فقلت له إن يطمأن وبعد أن مررنا علي بيت هاني وتناولنا العشاء عنده وضعني هاني أمام البيت مودعاً وكرر تحذيره وافترقنا علي أن نلتقي في صبيحة اليوم الثاني ودخلت البيت مسرع إلي غرفتي حيث وضعت الكتاب علي موعد أن أعود إليه لمطالعته وبعد مشاهدة أحد المسلسلات الذي كنت أتابع حلقاته ذهبت ألي غرفتي وغيرة ملابسي وأقفلت الباب من الداخل وأمسكت ذلك الكتاب وبرغم ما كان يساورني من قلق وبرغم شعوري المفاجئ بالرعب إلا إنني فتحت الكتاب
بقلم / سعد الوحيشي
يتبع

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق