صوت لا أعرف من أين ينطلق صوت طنين يشبه طنين النحل حتى أنني ضننت أن الغرفة قد امتلأت بالنحل لقد كادت أنفاسي أن تتوقف من الرعب من أين يأتي صوت النحل صدقوني لم أعد استطع الحركة لقد كان مقبس النور فوق رأسي مباشرة ولكن لم أستطع أن أمد يدي أليه فقد كانت كل أعضائي ترتعش حتى أنني التففت بالبطانية في محاولة لحماية نفسي من لدغ النحل إذ كان الصوت هو فعلً صوت نحل ولم يتوقف الطنين واستمر وكان الصوت يعلو وينخفض الآن فقط عرفت أن الصوت ينطلق من ناحية الطاولة الصغيرة ذات الأدراج التي كانت جانب السرير فقد حددت ذلك أو توقعت ذلك المهم أنني كنت متلفلف تحت البطانية لا أملك شجاعة تمكنني من استطلاع الأمر وبعد لحظات توقف صوت الطنين لتغرق الغرفة في هدوء وصمت عجيب صمت مفزع أكثر من الفزع فالصمت في كثير من الأحوال يكون أشد رعب من الضوضاء والصمت يجعلك تستمع حتى ألي دقات قلبك وأستمر الصمت الصمت الرهيب كنت أعرف أن هذا الصمت ما هو إلا بداية فقط فهو الهدوء الذي يسبق العاصفة ولذلك لم أجرؤ علي اخراج رأسي من تحت الأغطية وكما توقعت فقد انطلقت أصوات من ناحية دولاب الملابس أصوات تحطم خشب وكان الصوت عالي جداً وكأن هناك من يحطم الدولاب من الداخل بمطرقة ولم أستطيع الحركة أستمر الخبط حتى أنني لم أنتبه إلي صوت دقات علي باب الغرفة وصوت والدي وهو ينادي عند ذلك فقط قفزت من سريري وقد استمديت شحنة الشجاعة من صوت والدي لأفتح له الباب وقبل أن افتح الباب شغلت نور الغرفة وأطلقت نظرة في اتجاه الدولاب ولكنه كان مقفل ولا يوجد شيء ملفت للنظر لا نحل ولا غيره فتحت الباب لأستقبل نظرات أبي وتساؤلاته عن هذه الأصوات فقلت له ماذا فقال لقد كنا نسمع أصوات خبط وتكسير فقلت له أني سمعت نفس الصوت من ناحية الدولاب لا ربما تكون أحدا لوحاته الداخلية قد تهشمت وأسرعت ألي الدولاب وفتحته ولكن لا شيء الدولاب كما هو لا يوجد أي شيء مكسور عند ذلك نظر ألي والدي باستغراب وقال عجيب لقد كان الصوت صادر من غرفتك وقد تأكدت من ذلك قبل أن اطرق عليك الباب لم أعرف ماذا أقول هل أخبره بما حدث إذا أخبرته فسوف يغضب فضلت أن ألتزم الصمت خرج والدي ونظراته المتشككة تلاحقني كنت أتمني أن الحق به وأترك الغرفة ولكني تماسكت أعصابي وأغلقت الباب بدون أن أقفله من الداخل وعدت ألي سريري وتركت نور الغرفة شغال حبي للمغامرة سيقودني إلي الهلاك قلت لنفسي ذلك لقد جلبت لنفسي مصيبة هناك في جبال أكاكس وفي المزرعة كان الرعب شديد ومرعب ومخيف ولكن تركناه هناك بعيد عنا أما إن أجلب الرعب معي إلي البيت فتلك هي المصيبة الكبرى كنت أنظر إلي دولاب الملابس وكأنني أتوقع أن يخرج منه شيء لقد كان شعور غريب يسيطر علي شعور أن هناك أحد في الغرفة هناك شيء أخر أو كيان أخر أنا أحس بذلك وأشعر به وبوجوده لقد خبرت حاستي هذه وهي لا تخطئ كنت أدير بصري في جوانب الغرفة ما بين الطاولة ذات الأدراج التي يوجد بها الكتاب وما بين الدولاب عندما خطر لي خاطر أخر جعل الدماء تتوقف في عروقي نعم تحت السرير لكم تخيل رعب تحت السرير أن تتخيل أو تشعر أن هناك شيء تحت سريرك وفي ساعة متأخرة من الليل وأنت في غرفتك ولوحدك عند ذلك اتخذت قرار وهو أن أغادر الغرفة وأذهب ألي غرفة الضيافة وأنام هناك ولكن ما أن قررت ذلك حتى سمعت ذلك الصوت الذي لا يتوه فيه أحد صوت قفل يدور في مفتاح وبسرعة شديدة دارت عيناي ألي باب الغرفة لأشاهد ما جمد كل حركاتي ووقف أنفاسي فقد كان المفتاح يدور في قفل الباب باب غرفتي ومن الداخل بدون أن يلمسه أحد يا الاهي ما هذا العبث الشيطاني كيف يحدث ذلك حاولت أن اصرخ ولكن صوتي لم يتجاوز حلقي المصيبة الكبرى والطامة هي تررررك صوت مقبس النور وتغرق الغرفة في ظلام دامس وينطلق صوت أنفاس لاهثة عند ذلك كررت محاولة الصراخ وكررت وكررت ولم أعد أعرف ما الذي حدث وما ذا أصابني لم أشعر وألاحظ إلا وباب الغرفة يفتح والنور قد أضاء ووالدي يقف وهو يسمي بسم الله ما بك ما ذا حدث لماذا تصرخ لحظات كانت أنفاسي تتلاحق نظرت أليه نظرت تائهة حائرة قلت له كيف فتحت الباب قال أن الباب لم يكن مقفل من الداخل قلت له كيف لقد رأيت المفتاح يدور نظر ألي والدي نظرت أخري غريبة ووضع يده علي رأسي وكأنه يعتقد إنني مصاب بحرارة تجعلني أهلوس وقال ما بك هل كنت تحلم فقلت له نعم أنه كابوس مرعب فقال مبتسم ً ذلك من هذه الأفلام والقصص التي تقرأها عن الرعب لقد أفزعتنا فقد كنت تصرخ بصوت عالي جداً حتى أنني ظننت أن هناك مصيبة قد حدثت لك كيف ذلك لقد ظننت أن صوتي لم يخرج من حلقي طمأنت والدي وأخبرته أني بخير خرج من عندي وقفت وانتظرت حتى غادر الممر الذي به غرفتي وأخذت بطانيتي وغادرة الغرفة إلي غرفة الضيافة بالطابق الأرضي وهناك كملت ليلتي تعتريني أحلام مزعجة وفي الصباح استيقظت علي نظرات الاستغراب فقد كنت أريد أن أستيقظ قبل الجميع وأعود ألي غرفتي ولكن النوم غلبني فلم أستيقظ ألا الساعة العاشرة بعد أن تم العثور علي بالصدفة في حجرة الضيافة لقد أخبرهم والدي بما حدث ليلة البارحة ولذلك كانت نظرات الاستغراب والمشاكسة فقد قيل إنني خائف ولم أرد علي أحد سوي ببعض الابتسامات وتقبلت كل التعليق بروح مرحة فقد كان النهار يختلف عن الليل والضوء يختلف عن الظلام فكرت في ما حدث معي في الليلة الماضية لم أكن أتوهم لقد سمعت صوت الطنين وتكسير الخشب وشاهدت المفتاح وهو يدور في القفل تناولت إفطار تحت نظرات والدي القلقة المتشككة نومي في حجرة الضيافة زاد من قلقه ولكني أكدت له إن ما حدث كان نتيجة حلم مزعج بعد ذلك خرجت من البيت قاصداً هانى بعد إن أخبرته هاتفياً أن ينتظرني في البيت وعند وصولي قال لي ماذا حدث معك ليلة البارحة فقلت له يجب أن نذهب إلي عميش حالً فقال أن عميش تحصل علي إجازة يوم أمس لمدة ثلاثة أيام لغرض زيارة قريب له خارج المدينة يا الاهي كل شيء أتوقعه إلا أن لا أجد عميش قلت لهانى أين نجده يا تري لابد أن نجده اليوم قال هانى أن ذلك مستحيل بسبب أنه لا يعرف أين يقيم قريبه بالتحديد الشخص الوحيد الذي قد يكون لديه الحل في أغلاق بوابة الجحيم التي فتحتها بعد أن قراءة التعويذة سوف يختفي لمدة يومين أخري قال هانى بعد أن شاهد علي وجهي علامات الشحوب ما ذا بك قلت له أن الموضوع خطير جداً رويت له ما حدث تفصيلياً كانت ملامح وجهه تتبدل مع الأحداث وعندما انتهيت من روايتي قال لي هل ما حدث حقيقة أم انه مقلب من مقالبك أكدت له ذلك عند ذلك كان قلقي قد أنتقل أليه قلت أن الحل الوحيد إن نجد عميش ونخبره بما حدث ولا ربما نجد لديه الحل الذي يمنع تكرار ما حدث في غرفتي قال عماد ما علينا إلا إن ننتظره كانت الفكرة مرعبة صحيح أن النهار يختلف عن الليل وأن الخوف لا يكون إلا من الليل وخاصة الخوف الذي يصاحبه الرعب ومن العوالم المجهولة ولكن الليل سوف يأتي وسوف أذهب إلي غرفتي فما ألذي سيحدث يا ترى حينها قال لي هانى ما رأيك إن تنام عندنا خلال هذه اليومين ألي إن يأتي عميش كانت فكرة جيدة قلت له أول شيء يجب إن نخرج هذا الكتاب المشئوم من البيت ونعيده إلي المستودع ألي حين عودة عميش فوجوده يزيد من سوء الوضع واتفقنا علي ذلك وعلي الفور رجعنا ألي البيت وطلبت من هانى أن ينتظرني لأحضر الكتاب وعند دخولي إلي البيت كانت رائحة البخور ( الجاوي ) تملا البيت وشاهدة امرأة وفي يدها مبخرة تنطلق منها الدخاخين تجول في أرجاء البيت وعند السؤال عنها أنها لغرض فك الحسد قيل إنني محسود وما حدث معي من جرأ عين الحسد وكانت الطامة والمصيبة الكبرى لقد أكتمل عمل التعويذة اللعينة ثلاث مرات مع البخور ويستر الله آخذة الكتاب وخرجت مسرعاً وأنفاسي تتلاحق وشعوري أن البيت قد امتلاء بالأشباح وضعنا الكتاب في المستودع وعدنا كنت قد قررت أن أبيت تلك الليلة مع هانى ولكن والدي أتصل بي ليخبرني أنه أضطر ألي السفر وأني يجب أن ابقى في البيت وكانت تلك هي الضربة القاضية أقترح هانى أن يذهب معي ولكن قلت له لا داعي ألي ذلك فأنا أعرف أن والده ليس موجود وأنه في هذه الفترة هو رجل البيت ورجعت ألي البيت أجرجر نفسي وأفكر فيما سيحصل البيت كان كبير جداً وتفصيله نضام أجنحة والطابق الثاني الذي توجد فيه غرفتي دائماً يعمه الصمت وهذا ما سيزيد من حالة الرعب لا أعرف كيف ولا ماذا سوف يحدث لقد اكتملت أركان التعويذة تمت قرأتها ثلاث مرات وتم أطلاق البخور وحوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بعد أن نام الجميع وغرق البيت في سكون وصمت صعدت عبر السلالم في الطريق ألي غرفتي لا أعرف هل هو الإيحاء أم الرعب أم الوساوس ألمهم أني أشعر إن هناك غيرنا بالبيت وأن هناك شيء في غرفتي وأن هذه الليلة ستكون ليلة مرعبة جداً جداً

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق