وبرغم أن المسافة كانت تعتبر في حكم القريبة اِذا تم مقارنتها برحلة جبال اكاكوس فهي لا تتجاوز ال 200 كيلو متر تقريبا وبما أني كنت في السيارة التي بالمقدمة غير أنني كنت اسير بسرعة بطيئة فقد أنطلق ذلك الشعور الغامض في اعماقي ذلك الشعور الذي يخبرني أنني سوف اخوذ تجربة مختلفة ورعب من نوع أخر كنت اقود بصمت صمت غريب احاور فيه نفسي عن هذه المشاعر التي تربطني بالرعب والأثارة. هاني الذي كان بجانبي في نفس السيارة لم يتحدث ايضاً وكأنه يفكر مثلي تمام ويسترجع الأحداث وطالت فترة الصمت ليقطع حبل الصمت صوت نفير السيارة الثانية التي كان يقودها عماد وهي خلفنا مباشرة وبعدها عادل وباسم في السيارة الثالثة. صوت نفير السيارة قطع حبل الأفكار وعندما نظرنا الي عماد شاهدناها يبتسم ويشير بيده وكأنه يقول أنا اسمع ما تحدثون به انفسكم هذا الماكر لابد انه كان يشعر بالقلق ايضاً برغم انه كان يشير بيده حتى نسرع وحتى لا يتم أتهامي بأي من التهم التي يلفقها عماد بإتقان زدت من سرعة السيارة ليطلق على أثرها نفير متواصل. هذا المشاكس لقد كاد أن يموت من الرعب في تلك المزرعة التي يقطنها الجان والان يحاول أن يثبت انه في عجلة للخوذ في مغامرة جديدة. لم يمضي وقت طويل حتى وصلنا الي مدينة سلوق تلك المدينة الصغيرة التي يمتاز سكانها بالكرم والأخلاق البدوية والتي شهدت في حقبة الاحتلال الإيطالي الغاشم إعدام شيخ الشهداء عمر المختار وتم عبورنا من تلك المدينة الي طريق السلك وهي منطقة صغيرة اغلب سكانها من قبيلة الفواخر توجد بها قلعة رائعة علي جرف جبلي وهناك توقفنا لألتقط الصور وتناول الافطار وقمنا بطهى الشاي علي الحطب فقد كان شاهي الحطب له نكهة مميزة حقيقة لقد كانت منطقة السلك مكان ساحر يجمع بين تضاريس الجبال والصحراء يسوده الهدوا بعيد عن ضجيج وزحمة المدن والهواء الملوث كانت عيناي تجوب المكان ورغم أن هذه المنطقة قريبة غير أني لم يسبق لي الحضور اليها الا مرة واحدة ومن مدة طويلة ويبدوا أنني في حينها لم اقوم بالتركيز علي طبيعة المنطقة ولم تلفت انتباهي الغريب انني الان أجد نفسي اتمعن في كل شيء واتفحص بدقة تلك الصخور لربما لأني أعرف أن بئر العواقل قريب فهو يقع جنوب هذه المنطقة بحوالي 70 كيلو متر المشكلة أن الطريق اليه غير معبدة وصعبة كونها صخرية وصحراوية المهم انتهينا من الافطار وشربنا الشاهي وانطلقنا في أتجاه بئر العواقل مع تلك الطرق والمسالك الصعبة وطوال الطريق لم تصادفنا غير قطعان الأبل واخيراً شاهدنا تلك الصخور الجبلية التي يقع بئر العواقل خلفها . لا أخفي عليكم كانت الأفكار تعصف برأسي واسئلة كثيرة تراودني ولا أجد لها أجابه مثل ما الذي دفعني الي خوذ هذه المغامرات وما الفائدة التي اجنيها من وراءها غير تعب الأعصاب ومزيد من الرعب وتقفت الأفكار عندما قررت أن نتوقف بجانب الصخور فقد كان مكان مثالي للتخييم ودب النشاط فينا وما هي الا ساعة من الزمن حتى انتهينا من بناء الخيمة وتفريشها وأنزلنا معداتنا والتموين لم يكن هناك احد قريب سوي راعي لقطيع من الأبل كان واقف بعيد ينظر الينا وكأنه متعجب من وجود اشخاص في ذلك المكان الأمر الذي دفعني أن أنطلق نحوه كنت أريد أن استفسر منه وأطرح عليه بعض الأسئلة عماد ايضاً تبعي وكأنه كان يسمع ما يدور في داخلي وبحكم السنوات الطويلة التي قضيناها مع بعض فقد كنا نفهم بعض وانطلقنا نحو الراعي وعندما اقتربنا منه كان يبدو عليه الخوف وربما اعتقدنا من المهربين الذين يتخذون تلك الطرق والمسالك معابر لهم القينا عليه السلام رد السلام وكان من لهجته يبدو أنه ليبي تجاذبنا معه اطراف الحديث ومن اسرع الطرق لفتح القلوب أن تحدث عن نفسك اولاُ اخبرناه أننا نحب الراحلات والأماكن الأثرية وأننا نحب المغامرات والبحث عن الأشياء الغامضة وسوف نمكث عدة ايام هنا واذا احتجت الي أي شيء نحن في الخدمة وبرغم الود الذي أظهرناه له والكلام الطيب الا أنه كان ما يزال مرتبك تبدو عليه ملامح الخوف سألته من أي قبيلة أنت قال أنه من قبيلة الفواخر وعن سكنه قال أنه يسكن في منطقة السلك وقال أنه لا يأتي الي هذه المنطقة الا في حالات نادرة وانه قد حضر للبحث عن أحد القعدان المفقود فقط وكون ه يساعد راعي الأبل في بعض الأحيان فقد اخبرنا أن لديه راعي سوداني يرعي الأبل . كنت اتحدث وجلست على الأرض وجلس عماد ايضاً في محاولة أن يجلس صاحب الأبل وبرغم أنه جلس غير أنه قال إنه في عجلة من أمره ولا يريد أن تغيب الشمس وهو في هذا المكان وعندما سألته عن السبب قال إنه قد يتوه في طريق العودة ويحدث هذا كثير في هذا المكان فقلت له فجأة ولا أعرف كيف خطر على بالي أن اقول ذلك هل ذلك بسبب بئر العواقل؟ عندها تغيرت ملامحه وبداء الذعر واضح على وجهه وقال وهو يتلعثم هل تتتتتتعرف بئررررر العوااااااقل ؟؟؟؟ يكمل الحلقة التالية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق