رعب في جبال أكاكوس الحلقة 25
انقلبت سحنته وتشنجت عضلات وجهه وأصبح وجهه مخيف مخيف مرعب لا أعرف كيف اصف لكم الزبد الأبيض يخرج من فمه مع سيل من كلمات هي خليط بين العربية وبين لغة أخرى لم افقه منها شيء على الإطلاق أما عينيه فلا تستطيع إن تنظر إليها بما تحمله من نظرة غير بشرية غير بشرية أبداً كان يقاوم ويقاوم وشاهدت قبضته تشتد وهى تشد الحبال في محاوله للتخلص منها لو أنى لم أقاوم حالة الرعب التي تعتريني لقفزت من السيارة وانطلقت هاربً عادل يكاد إن ينقلب ألي وحش فقد تغيرت كل سحنته صرخت في هاني بكل قوة أن يتوقف فقد كانت أيدي عادل تشد على الحبال بقوة تكاد تقطع الحبال وصرختي إلى هاني بالتوقف الفوري لأني أدركت أن الحبال لن تقاوم طويلً وسوف يقطع عادل الحبال لا محالة سوف يقطعها مع هذه القوة الغريبة يا الاهي من أين أتى عادل بهذه القوة عادل الضعيف المنهك كانت ستكون طامة كبر لو إن عادل قطع الحبال لاشك حينها أنه سوف يرغمنا على العودة معه إلى الكهوف ولن نستطيع منعه حينها أبداً توقف هاني بعد أن سمع صرختي التي كررتها مرارا توقف وقفز من السيارة متسائل عن ما حدث ولكن كانت الصورة التي شاهدها أبلغ من كل التعبير. فقال يا للهول سوف يقطع الحبال قلت لهاني أسرع وأحظر قطعة حبل أخرى أسرع هاني وأحضر قطعة أخرى من الحبل وقفزنا على عادل لنقيده ونحكم تقييده وكنا نتصارع معه فرغم أنه كان مقيدً إلا أنه كان يقاوم بشدة وبقوة كبيرة لم يكن جسده قادر على إنتاجها على الإطلاق وقمنا بلف الحبل على جسم عادل على رجليه ويديه لف كامل حتى أصبح مثل المومياء تحت التهديد والوعيد فتارة كان يقذفنا بسيل من الكلمات البذيئة التي ما كان لعادل أن يتفوه بها أبداً لو انه في حالته الطبيعية وتارت يهدد ويتوعد بأنه سوف يخرب بيوتنا ويحول حياتنا إلى جحيم وتارة يتوسل ألينا أن نتركه وتارة يتكلم بلغه غريبة لم نسمع بها من قبل لغة تشبه لغة الرطانة الأفريقية انتهينا من تقييده ليغما عليه مرة أخرى ألمسكين كان يستنزف كل قواه بذلك الكيان الذي يسيطر على جسده قلت لهاني هيا بسرعة لننطلق فقد قاربت الشمس على المغيب ونحن لم ندرك الكهوف بعد قفز هاني إلى السيارة وأدار المحرك عند ذلك تكلم عادل مرة أخرى تكلم وهو مغمض عينيه تكلم مرة أخرى وقال كلمات ارتعشت لها كل أوصالي كلمات كانت تشكل تهديدً أخر تهديدً مباشراً وبأسلوب جديد لقد قال إذا لم تعودا بي ألي الكهوف فلن ينج رفيقكم أبداً ؟ كانت الكلمات تعنى أن الذي يتحدث الآن ليس عادل وهذه المرة الأولى التي يعلن الكيان فيها عن نفسه ولم تعد تلحقني ذرة شك أن هناك شيء مجهول يسيطر على جسد عادل وعقله وكان التهديد يحمل طابع مخيف . خوفي على صديقي ورغبتي في إنقاذه كانتا قوتين متضادتين يتصارعان داخل نفسي مائتي متر وقبل أن ندرك الكهف الكبير طلبت من هاني أن يتوقف لنناقش هذه المشكلة الجديدة وأخبرت هاني بما قال عادل ولكم أن تتصورا هذه الورطة الكبيرة إذا تركنا عادل يعود إلى الكهوف سوف نفقده إلى الأبد وسنكون في ورطة إذا كيف سنواجه ذويه وأهله والسلطات وإذا أستمرينا فربما قتله هذا الكيان وعند ذلك سنتهم بجريمة قتل وقتل من ؟؟ قتل رفيق العمر أثار الحبال ستكون أكبر شاهدً على ذلك فقد غرست في أللحم وأمتزج مكانه بالدم من اثر ضغط ذلك الكيان على الحبال بتلك القوة الرهيبة لقد كنا نواجه أكبر مشكلة في حياتنا فاقت كل شيء فاقت حتى الرعب الذي عشناه وأصبحت مشكلة جريمة قتل وانهيار مستقبلنا بالكامل يوماً أسود كان يوم أن وافقت على الذهاب في هذه الرحلة المشؤمة لم أجد أي حل وفى الأصل لم يكن هناك سوى حلين أن نستمر فالتقدم ونضحي بعادل فسوف يقتله الكيان أو أن نطلق سراحه ونعود به ألي الكهوف ليموت من العطش والجوع وفى كل الحالتين الضحية عادل كان أهون الأمرين أن نطلق سراحه ونعود به إلى الكهوف السابقة وقلت ذلك إلى هاني الذي اكتفاء بالصمت ولكن شيء غريب ذلك الذي كان يحدث شيء غريب على الإطلاق لقد أنطلق ذلك الصوت في نفسي مجددً صوت وحيد كما كنت أضن وكما كانت توحي المعطيات أنطلق ذلك الصوت بشكل خاطرة غريبة وكأن هناك من يتكلم مع عقلك بدون صوت لقد قال لا تصدقوه أدخلا الكهف بسرعة إذا لم تدخلا الآن فلن تستطيعا الدخول أبدً ولن ينج رفيقكم ؟؟ البرقية كانت عاجلة والرسالة واضحة ونفس حالة الذهول التي سيطرت علينا فالسابق نظرت إلى هاني وعرفت أنه تلقى نفس الرسالة الغريب تكرار ما حدث لقد أفاق عادل وفتح عينيه ونظر ألينا نظراته المخيفة ونطق بذلك الصوت المرعب وأطلق سيل من الشتائم البذيئة. وزادت الحيرة ماذا سنفعل ومن سوف نصدق وكان أقرب إلى صوت عين العقل أن ندخله إلى الكهف فقلت لهاني ذلك فوافق على الفور وتوكلنا على الله وأدار هاني محرك السيارة وانطلقنا نحو الكهوف مباشره والى أقرب نقطه نستطيع منها حمل عادل وبعد لحظات بسيطة وصلنا ألي أقرب مكان يبعد خمسون متر عن الكهوف وأوقف هاني ألسيارة ونزل لنتعاون على حمل عادل الذي كان جسمه ينتفض وينتفض والزبد يخرج من فمه وكأنه مصاب بمرض الصرع وكان يقاومنا ويقاوم ويقاوم رغم أن الحبال كانت تحيط بجسمه من كل مكان حتى أنه أصبح مثل المومياء كانت مقاومته غير عاديه وكأنه يساق إلى الموت وذلك من الأمور الغريبة إذا كان هناك كيان يسيطر على عادل وقد أحتل جسمه وكان يخشى الدخول ألي الكهوف فلماذا لا يخرج من جسده وينطلق هاربً ؟؟ أمور غريبة لا نفقه فيها شيء اقتربنا من الكهف الكبير واقتربنا وزادة مقاومة عادل وزادة حتى بلغنا مدخل الكهف وكانت الشمس حينها قد أكملت رحلة الغروب وأختفي ذلك القرص ألذهبي وسوف يحل الظلام ويا للهول فنحن لا نعرف ماذا ينتظرنا داخل هذا الكهف ولا أي رعب سوف نواجه كنا قد أحضرنا معنا مصابيحنا الكهربية وحقيبة تحوى بعض الأطعمة والمعدات تحسباً لأي طارا ومع أول خطوة نخطيها داخل الكهف أزداد صراخ عادل وازداد وأزداد ؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق