وكانت القصة التي رواها حينها قصة غريبة فعلً فقد تحركت كل حواسي وتحرك ذلك الشعور الغريب ألذي يجذبني ألي مثل هذه الأحداث واستمعت ولم أتفوه بكلمة واحدة ألي إن انتهي عبد الله من قصته وكانت القصة مثيرة بمعني الكلمة قال أنه من حوالي أربعة أشهر تقريباً حضرت ألي هذه القرية قرية أم الدنانير بعثة علمية من مصلحة الآثار تقوم بالتنقيب وعمل البحوث ودراسة المناطق الأثرية وبرفقتهم مجموعة من طلبة كلية الآثار وقامت البعثة بالتنقيب في بعض الأماكن وشمل تنقيبها نبش لبعض القبور وبالتحديد القبور السبعة والتي كانت محور لأسطورة أسطورة كبيرة تناقلت أحداثها عبر عدة أجيال وقال أنه قد راقب البعثة وشاهد عمليات التنقيب باعتبار إن تلك القرية كانت ملك لهم ولم يشاهد عثورهم علي شيء غريب فقد تم نبش القبور السبعة وقال انه عندما سألهم أليس حرام نبش القبور أجابه احد أعضاء البعثة أن ذلك لأجل الدراسة ثم أن هذه القبور ليست قبور مسلمين بل تعود ألي فرسان القديس يوحنا وقال أنه شاهدهم وهم يخرجون جمجمة بدأت أكبر من المعتاد تم التقاط عدة صور لها من قبل البعثة كذلك تم كسر جزء بسيط منها ووضعه في جهاز كان معهم وبعد ذلك تم أعادتها ألي التربة وقفل القبر وإعادة الصخور عليه وانتهت البعثة من عملها الذي أستمر حوالي ثلاثة أيام وغادرت وألي هذا الحد كانت الأمور علي أفضل ما يرام وهنا بداء الجزء المثير من القصة قال عبدالله أنت تعلم إن المقبرة الأثرية تبعد من هنا حوالي 200متر فقط وانه من السهل مشاهدة أي أنسأن يقف فوقها فالمقبرة تقع على مرتفع صغير يحيط به جرف عميق تنبت فيه أشجار الكروم والتين ألشوكي ويقال أنها كانت قلعة كبيرة ردمتها الأتربة بسبب عوامل الزمن وذلك أقرب ما يكون للحقيقة فعوامل التعرية الزمنية كشفت عن صخور كبيرة يوحي شكلها المنظم أنها كانت تشكل حيطان لبناية ضخمة وذلك أقرب ما يكون كونها قلعة المهم انه كان من السهل مشاهدتها من جانب المنزل الشرقي فقلت له وما ألذي شاهدتموه بالتحديد حينها شاهدت وجوم يعتري وجهه ووجوه أخوته وقال في محاولة لإخفاء ذلك والتظاهر بالمرح أنتظر وسوف أخبرك بما حدث بعد أن غادرت البعثة توالت إحداث غريبة كان الصمت يسيطر علي الجميع عندما كان عبدالله يتحدث وكل الوجوه تتطلع أليه فقلت له لقد ذكرتني بالأيام الخوالي عندما كنا صغار وكانت جدتي تروي لنا قصص الغول والعفاريت وكنا حينها يقتلنا الرعب ونستمتع بتلك الحكايات فقال لي أصبر وسوف تسمع بقية الإحداث فما سأقوله لك قد حدث فعلً وهو ليس من نسج الحكايات القديمة والخرافات وحقيقة كان لكلماته صدى في دواخل نفسي فقد تحرك ذلك الإحساس الذي ينبئني بوجود أشياء مثيرة مرعبة فقلت له هيا أكمل وما الذي حصل بعد إن غادرت البعثة فقال لي بعدها بيوم أو يومين كان أبن عمي إبراهيم قد جاء لزيارتنا وكان جالس أمام جانب البيت الشرقي عند غروب الشمس بالتحديد فقد تذكرت إنني ناديته ليصلي معنا المغرب فوجدته ينظر نحو المقبرة وهو مشدوه فقلت له ماذا بك فقال أن هناك أشخاص قد شاهدهم يصعدون إلي أعلي المقبرة وبعد ذلك شاهدهم ينزلون وبعد ذلك يصعدون وفي شكل طابور ويتبعهم شخص قصير أو طفل فنظرت في اتجاه المقبرة ولكن لم يكن هناك أحد فقلت له هل أنت متأكد من أنك شاهدتهم فقال نعم عند ذلك انطلقت نحو المقبرة وانطلق خلفي وذلك بدافع معرفة من يكون أولئك الأشخاص فالمكان كان خاص بنا ولا بد من معرفة كل زائر فقد يكون أولئك من لصوص المواشي فقد حدث إن تمت سرقة بعض المواشي من داخل الحظيرة وبعد دقائق وصلنا إلي المقبرة وكما تعودت أن أطلق السلام علي سكان القبور وقراءة الفاتحة علي من كان فيها من المسلمين أن وجود فيها وصعدنا ألي أعلي ولكن لم يكن هناك أحد واتجهت إلي الجرف المحيط بها ولكن لا أحد إلا إذا كان قد نزل داخل الجرف حيث يسهل الاختباء لكثافة الأشجار ولكن كنت متأكد انه ما من إنسان عاقل يدخل إلي ذلك الجرف في المساء عند غروب الشمس وبرغم إننا ولدنا وترعرعنا هنا إلا إن ذلك الجرف كان مخيف ومن الممكن إن تكون فيه ثعابين واكتفيت بنظره هنا وهناك وعندما لم أجد احد صرخت بصوتي هل هناك أحد ولكن لا شيء ناهيك عن صدي صوتي في ذلك الجرف فقلت لابن عمي هيا لا يوجد أحد فقد كنت تتخايل ولكنه أصر علي انه شاهد أشخاص يصعدون إلي المقبرة ومعهم شخص قصير فقلت له علي كل حال هيا نعود فلا أحد هنا وقلت لنفسي لابد انه يتوهم ذلك فالمقبرة والأساطير القديمة التي كانت تشاع علي شكل حكايات وخرافات لابد أن تكون لها أثار في نفسه وهو ما جعله يتوهم رؤيته لأشخاص عدنا إلي البيت وطوال فترة بقاه معنا في تلك الليلة كان واجماً ألي إن غادر بعد العشاء مباشرة فقلت له هل هذا فقط الذي حدث فقال أنتظر فسوف أكمل لك تسلسل الإحداث ولكن العشاء كان جاهز حينها فقال عبدالله سوف نؤجل بقية القصة إلي ما بعد العشاء وبعد تناول العشاء والتسامر مع بقية العائلة إلي وقت متأخر من الليل كنت متشوقاً لسماع بقية القصة والأحداث التي أشار لي عبدالله أنه لن يتكلم أمام العائلة حتى لا يخلق جو من الرعب بعد ذلك غادرنا إلي حجرة الضيافة الخارجية التي كانت مجهزة للضيوف حيث تم وضع فراشات وأغطية فيها وانتقلنا ألي هناك وكنت في شوق شديد لمعرفة بقية الإحداث وعندما دخلت في فراشي وكذلك فعل أبناء خالتي وقلت هيا أكمل لنا يا عبدالله حينها فقط عادت إلي ذكريات الطفولة وكنا هكذا تقريباً عندما كنت احضر إلي هنا ونطلب من جدتي إن تحكي لنا حكايات العفاريت والغول وتبسمت حينها فقال عبدالله وكأنه شعر بما جال في خيالي مثل أيام الطفولة فقلت له أجل هيا أكمل ماذا حدث من إحداث أخري فقال لقد لقد شاهدتهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق