لم نعد نستغرب شيء خلال هذه الرحلة المشؤمة ومنذ دخولنا إلى منطقة الجبال الرهيبة فكل الأحداث كانت غريبة مبهمة وكانت تسير بعكس القوانين الكونية التي كنا نعرفها كل ما حدث لن تجد له تفسيرً منطقي واحد يصدقه العقل بدايةً بالغربان ونهايةً بهذه الكلمات التي سمعتها في أعمق أعماق عقلي كل الأحداث غريبة إلى درجة أننا أصبحنا نتوقع حدوث أي شيء ولكن ما لم يكن فالحسبان وما لم نكن نتوقع حدوثه هو أن نضطر إلى أن نتقاتل مع بعض مع من مع رفيق العمر ورفيق الدرب مع عادل كل المعطيات كانت تؤكد ذلك عادل لم يعد عادل الذي نعرفه لقد انقلبت نظراته ألي نظرات غريبة مخيفه رهيبة كلها حقد وشراسة لقد سيطر على عقله شيء ما دون شك شيء رهيب مخيف كان واقف ينظر ألي نظرة تحدى رهيبة ازدادت شراسة بعد أن سمعة تلك الرسالة غريبة المصدر وكأنه قد سمعها أيضا تأزم الموقف ولم نعد ندرى ماذا نفعل هاني المسكين كان ينظر إلى وكأنه يتمنى أن أجد حل لهذه المصيبة الموضوع يحتاج إلى استعمال السياسة قلت لنفسي ذلك فلم يكن هناك حل أخر غير ذلك قلت لهاني عادل على حق سوف نعود إلى الكهوف كاد هاني أن يقع على الأرض عندما سمعني قلت ذلك ولكني غمزت له بطرف عيني ففهم ذلك بسرعة وقلت له هيا يا هاني اجمع أغراضنا بسرعة تكلم عادل حينها وقال نعم أسرع لنعود ونبقى هناك إلى الأبد كلماته ارتعشت لها كل خلايا جسمي وعقلي ولكن سيطرة على ذلك وأنطلق عقلي المضطرب بسرعة يفكر علني أجد حل وأحد لهذه المصيبة ولك أن تتخيل يا صديقي القارئ هذه المواقف أذا كانت عندك رغبة في زيارة الجبال أقول لك لا تفعل ولا تفكر حتى في ذلك إذا كنت تريد أن تحتفظ بعقلك كامل ؟؟ كانت ألمعطيات ألتي أهتدي إليها عقلي ثلاثة // عادل أصيب بمس أو نوع من أنواع الجنون // عادل سوف يقاتلنا إذا امتنعنا عن العودة أو سيعود ويتركنا إذا لم يستطيع إجبارنا على الرجوع إلى الكهوف وهذه في حد ذاتها مشكلة كبيرة لنا أن نعود بدونه وأن نترك رفيق الدرب رغم أنه قد أصبح شخص أخر أو كيان أخر مرعب// نحن لا ندرى ما ألذي يسيطر على عقله وما مدى قوته البدنية وكانت الحلول التي وجدتها وأهتدي لها عقلي ألمضطرب ثلاثة // الحل الأول أن نمسك به باستعمال القوة ونحاول أن نقيده ونرحل عن منطقة الجبال إلى أقرب مدينة تحوى مستشفى للأمراض العصبية والنفسية أو أن ندخل به إلى الكهف الكبير كما قال صاحب الصوت وهذا رغم خوفي من الكهوف ورغم أنى قد أقسمت ألا أدخل أي كهف وذلك كان يعتبر رغم غرابته ألحل الأنسب فربما شفاء عادل من حالة المس التي إصابته // الحل الثاني كان أن نركب السيارة ونلوذ بالفرار ونبتعد عن هذه المنطقة المشؤمة ونترك عادل ولكن ماذا سنقول لذويه هل نقول أن غربان قد أخذته أو أننا سنحكى قصة الغربان من يصدق ذلك // الحل الثالث أن نترك عادل ونذهب لإحضار النجدة من أقرب نقطة أمنية ولكن إذا حدث له مكروه سنقع في مشكله مع السلطات ولن يصدق أحد قصتنا وسوف نتهم بأننا نتعاطى المخدرات وأقراص الهلوسة ولذلك كان الحل الأول هو الأنسب وهو ما قررت أن نستخدمه رغم خوفي الشديد من عواقبه نحن نعلم أن عادل لا يتمتع بقوة بدنيه مثل قوة هاني ولكن نظراته كانت ترهبنا فلم يعد عادل الذي نعرفه على الإطلاق أشرت إلى هاني أشاره فهم معناها السنوات الطويلة وفترة الطفولة ومشاكلنا بالمدرسة والحي كانت كفيله بخلق نوع من التفاهم العقلي بيني وبين هاني فقد كنا نشكل فريق مشاكس مع بعض ولذلك فقد فهم مغزى إشارتي على طول وكانت إشارتي هي الانقضاض على عادل كان هاجس في نفسي ينبئني إننا إذا عدنا إلى الكهوف السابقة فلن يكتب لنا النجاة على الإطلاق وستكون هيا قبورنا ولذلك كان الأمل ألوحيد أن ننتصر على عادل ونقيده وندخل به إلى الكهف الكبير وكان أنسب وقت عندما يدخل السيارة سنمسك به ونقيده وهكذا كانت الخطة ولكن حدث شيء لم يكن فالحسبان فقد فقد استدار عادل عندما قلت له هيا أركب ألسيارة استدار وأنطلق يركض وفى أتجاه الكهوف ليزيد الوضع سوءً وتعقيدً كان هاني قد أدار محرك ألسيارة فقفزت جانبه وقلت له هيا لننطلق المسافة بين الكهوف والكهوف السابقة كانت حوالى12 كيلوا متر تقريباً وهذا بحسب عداد ألسيارة وعادل كان ينطلق بسرعة كبيرة مثيرة للعجب قواه البدنية لم تكن تسمح بذلك عادل الذي يكره ممارسة الرياضة ينطلق بهذه السرعة قال هاني عجيب ما أصاب عادل لم أعهده يستطيع الركض بهذه السرعة أبدً لا أدرى لماذا فعل ذلك لابد أن يكون قد شك في الأمر أو أن هناك قوه خفيه معه كانت ترصد تصرفاتنا وحركاتنا وألا لما فعل عادل ذلك فقد كان من يسيطر على عقله يعرف بخطتنا التي فشلت من أول مراحلها كانت المطاردة بين شخص يركض على رجليه وبين سيارة فالظروف العادية ليست وجه مقارنة ولكن في هذه التضاريس الصعبة للجبال والطرق الملتوية والصخور كان الوضع يختلف السيارة كانت تحتاج إلى إن تلف وتدور وتبحث عن طرق ممهده ولكن عادل لم يكن يحتاج إلى ذلك لقد أنطلق من بين الصخور يتقافز في سرعة كبيرة وبدراية بكل المسارب دراية خبير بالمنطقة وكأنه يعرفها بالشبر ويعرف كل مسالكها ودروبها قال هاني لن نستطيع أن ندركه بالسيارة فقد سلك طريق أخرى غير ممهده وكانت مشكلة كبرى إذا بلغ الكهوف قبل أن نمسك به ماذا سنفعل ؟؟ ستكون نهايتنا إذا دخلنا خلفه قال هاني هناك فكرة أخرى أن نقطع عليه الطريق وذلك بأن ننطلق بسرعة أكبر حيث إن الطريق كانت تأخذ منعطف كبير يشبه نصف الدائرة وعادل كان ينطلق بشكل خط مستقيم حيث المسافة تكون اقرب اتبع هاني قوله بالتنفيذ فالوقت كان ضيق و لم يكن يسمح بالنقاش لم يكن يسمح على الإطلاق وأنطلق هاني بسرعة مكتسبه من تراكم عدة مشاعر في نفسه من الخوف ولاضطراب والشعور بالمسئولية فقد كان هو صاحب فكرة رحلة الصيد هذه كذلك أنطلق بحكم خبرته الرهيبة في قيادة السيارات فقد كانت هوايته المفضلة السباقات والدوران بشكل دوائر ولذلك كانت انطلاقته سريعة وكان يتفادى الصخور وينعطف ويدور بطرق تثبت تمكنه من فن القيادة وكنت أتمنى إن يعطى ذلك نتيجة إن نصل إلى النقطة التي نقطع فيها على عادل طريق العودة والدخول إلى الكهوف ونستطيع الإمساك به وإرغامه على العودة أو دخول الكهف الكبير وحسب ما نقرر في حينها وبالنظر ألي السرعة التي ننطلق بها وقياساً بسرعة الإنسان فأننا سوف نصل قبل عادل بفترة زمنيه كافيه نستطيع إن نتدبر فيها أمورنا وهكذا كنا نتأمل كنت قد أخرجت قطعة حبل نحتفظ بها لأي طارئ وقطعت منها قطعة بطول مترين ولألم يعتصرني فقد كنت أعدها لتقييد صديقي ولكن لم يكن هناك حل أخر إمامنا كان لابد إن نمسك به ونقيده وبعد حوالي أربعون دقيقه وصلنا ألي ارض منبسطة كانت تقع في منتصف الطريق بين منطقتي الكهوف وكان لابد لعادل أن يمر منها ولكن المفاجأة أننا لم نشاهد له أي أثر أخرجنا المناظير المقربة وفحصنا المنطقة إلى امتداد الصخور ولكن لم نراه قال هاني لا يمكن أن يصل إلى هنا بهذه السرعة أبدً قواه لن تساعده بعد كل هذه الأحداث كذلك عادل لا يمارس رياضة الركض حتى يستطيع أن ينطلق مساحة ثمانية كيلوا متر دون توقف لا لا يمكن ذلك قلت له دعنا نقترب بالسيارة ولكوننا كنا ننطلق بالسيارة نوع تويوتا لأند كروزر بي كب فقد قفزت بالصندوق الخلفي ومعي منظار مقرب حتى أكون مرتفع وأستطيع المشاهدة بوضوح وقلت لهاني أن يتقدم في الاتجاه المعاكس ببط كنت خلاله أمشط المنطقة تمشيط كامل والحق أن خطة هاني كانت خطة فعاله فقد قطعنا طريق الكهوف ولا يمكن لعادل أن يعود دون أن نراه ويمر بنا قال هاني الم تشاهده بعد قلت لا فقال ماذا لو أنه سوف يختبئ إلى أن تغرب الشمس ويعود إلى الكهوف دون أن نراه ؟؟ انفجرت كلمات هاني مرة أخرى لتقلب كل الموازين فلو أن عادل فعل ذاك فلن نجده على الإطلاق فالصخور كانت في كل مكان صخور كبيرة مثل ما شاهدتم في الصور ويستطيع فيلق كامل أن يختبئ فيها دون أن تراه ما بالك شخص ولكن كنت أتمنى في أعماقي أن لا يحدث ذلك لأنه إذا حدث فقد فشلت خطتنا بالعودة بعادل سليم وسوف تنقلب كل الموازين ضدنا هذا إذا كتبت لنا النجاة كنت لا أزال متمسك بأمل إن نجد عادل ولذلك لم أتوقف لحظة واحدة عن تمشيط المنطقة وفى جزء من اللحظة خيل لي أنى رأيت شيء على الصخور صرخت في عادل أن يتوقف حتى لا تهزني السيارة وأستطيع المشاهدة بوضوح قال هاني هل شاهدت شيء قلت له ربما وربما أكون وأهماً قفز هاني جانبي بمنظاره أعدت النظر إلى البقعة التي شاهدت فيها ما خيل إلى أنها بقعه أو قطعة ملابس على الأرض وبعد محاولات تمكنت من رؤيته لقد كان هناك شيء على الأرض شيء لم أتبينه بوضوح ولكنه كان مثل الجسم قلت لهاني هيا أنطلق وحددت له الاتجاه ولم يتركني أكمل كلامي حتى أنطلق نحو الاتجاه الذي حددته له وأصبحت المسافة تقترب والرؤية توضح حتى وصلنا وبالهول ما رأينا لقد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق