لم يكن قاسم يتوقع أن يشاهد ما شاهده لقد كان عبد القادر جالس يتحدث ويضحك ويشير بيديه ولكن لنفسه لم يكن معه احد الحيرة والخوف ملأ قلب قاسم كان قد شعر بالخوف ماذا حدث لعبد القادر هل جن لاشك في ذلك المسكين قد فقد عقله وألا لما تحدث بهذا الشكل لا ربما الفراغ والوحدة أسباب ذلك أجل إن الوحدة تصيب بالجنون عندما لا يجد الإنسان من يحادثه ولكن شيء في نفس قاسم لم يكن مرتاح شعور غريب كان يشعر به ولم يستطيع قاسم أن يتقدم أكثر من ذلك انه الشعور المبهم الذي سيطر عليه ولذلك تراجع بهدوء وأنسحب وعاد راجع إلى النجع والتساؤلات والحيرة تعصف بفكره ماذا حدث لعقل عبد القادر لقد كان يبدو طبيعي طوال الفترة الماضية ولكن في الآونة الأخيرة بدئت تطرأ عليه أمور غريبة إذا لقد جن الرجل هكذا كان قرار قاسم عندما عاد إلى النجع وأخبر شركاه في القطيع وأجتمع ثلاثة ورابعهم قاسم وقد قررا أن يجالسون عبد القادر ويدعونه إلى العشاء ويتسامرون معه تلك الليلة لمعرفة ماذا حدث له وبطريقه سلسة وتم الاتفاق على ذلك على أن لا يتطرق احد إلى ما قاله قاسم وحتى حضورهم يكن بطابع عادى لمجرد المسامرة وعندما رجع عبد القادر إلى خيمته حضر إليه احد الصبية الصغار وقال له أن قاسم يدعوه للحضور لمشاركتهم العشاء أستغرب عبد القادر تلك الدعوة الغير متوقعه ولم تكن لديه رغبه في الحديث مع أحد كان كل ما يريده أن يخلا بنفسه ويتذكر اللحظات التي قضاها مع ليلى ويعيش ذلك الحلم الجميل ولكن أخلاقه وأدبه كانت تحتم عليه أن يلبى الدعوة فقال للصبي سوف احضر وعند حضور عبد القادر الذي حياهم وصافحهم وجلس وبعد تناول الطعام أنساب الحديث بينهم بشكل اعتيادي وانطلق عبد القادر في أحاديثه وتسامر معهم إلى إن استأذن في الانصراف وعند ذهابه كانت قناعة الأخرين أن عبد القادر إنسان عاقل وليس به أي جنون وأتفق وتفرق الكل على ذلك قاسم فقط لم يكن مقتنع شيء ما في عبد القادر كان غامض وقرر قاسم أن يعيد الكرة في متابعة عبد القادر وفى اليوم الثاني أنطلق عبد القادر مع القطيع وعند الظهر أنطلق قاسم ولكن كانت انطلاقته إلى وجهة معينه كان قد قرر الذهاب إليها وهى المكان الذي وجد عبد القادر جالس فيه يتحدث مع نفسه وعند وصوله إلى ذلك المكان قام بالبحث هنا وهناك لعله يجد أي اثر ولكن المنطقة كانت عادية ولاشي يثير الريبة وجلس هناك ولم يطل انتظاره فقد شاهد عبد القادر قادم مع القطيع وكانت مفاجأة لعبد القادر فلم يكن يتوقع إن يجد أحد غير ليلى في ذلك المكان مكان اللقاء أطلق السلام على قاسم الذي كان قد اعد العذر لهذا اللقاء فقد جلب معه كيس ووضع فيه بعض الأعشاب كما جرت العادة في منطقة الجبل حيث كانت أغلب العلاجات من أعشاب الجبل التي يذهب الجميع إلى إحضارها وذلك بحسب النوع وعندما سأله عبد القادر واخبره قاسم انه يبحث عن الأعشاب انطلقت الشكوك إلى عقل عبد القادر لماذا الأعشاب وفى هذا المكان بالذات ولكنه صمت ولم يتكلم جلوس قاسم هو ما أثار غضبه فهذا يعنى أن ليلى لن تأتى ولكنه تحكم في أعصابه ووضع ابتسامه عريضة على شفتيه بدأت لقاسم أنها ابتسامه باهته فقد أدرك قاسم إن وجوده غير مرغوب فيه ولكنه اثر البقاء بسبب الفضول الشديد لعله يعرف شيء عن شخصية عبد القادر ودارت أحاديث بينهم عن الحياة والمعيشة وكان قاسم يستدرج عبد القادر في أحاديثه ولكون عبد القادر شخص طيب لم يعرف الخبث إلى قلبه طريق فقد خطر عليه إن يسأل قاسم عن المزرعة التي ذهب إليها كانت مفاجأة أخرى لقاسم الذي تغير لون وجهه وقال لعبدا لقادر هل تعرف تلك المزرعة فقال عبد القادر نعم قال قاسم هل سبق إن ذهبت إليها قال عبد القادر نعم ولكني لم أجد أصحابها وجدت عجوز فقط كادت الدماء إن تجف في عروق قاسم وهو يسأل متى ذهبت إليها قال عبدا لقادر من حوالي شهر فقال قاسم وقد جف لعابه ولكني اعرف أن المزرعة مهجورة من فترة زمنية طويلة جداً بعد إن حصلت فيها كارثة وذلك من أيام جدي الذي حدثنا عنها وقد تركها صاحبها من ذلك الحين وهى مهجورة لا يأتي إليها أحد وتدور حولها الشائعات عن وجود عفاريت وأشباح بها والغريب أنها معروضة للبيع من زمن بعيد ولم يتقدم احد لشرائها إلى هذا الوقت ....
انحبست الدماء في عروق عبد القادر عند سماعه لكلام قاسم وجف لعابه أيكون ذلك صحيح إذا من تكون تلك العجوز لا لا أن قاسم هذا لابد إن يكون يكذب لا ربما يريد أن يبعدني عن ليلى وألا ما الذي احضره إلى هذا المكان لم يتكلم عبد القادر عند وصوله إلى هذه القناعة واثر إن يجارى قاسم وكأنه يقتنع بكلامه وستأذن قاسم ليعود إلى النجع وذهب ليترك عاصفةً هوجاً من الأفكار تعصف بعقل عبدا لقادر
أين ليلى يا ترى ؟؟؟ وهل كانت هنا مع قاسم ؟؟؟ وهل قاسم يعرفها ؟؟؟ أيكون قد أختلق تلك القصة ليبعده عنها وفى هذا المكان بالتحديد ما الذي احضر قاسم وبقاء
عبد القادر في ذلك المكان إلى أن كادت الشمس إن تغيب ولكن ليلى لم تأتى وذلك ما زاد من قلقه وارتيابه وعند عودته كان يتلفت كلما سمع الكلاب تعوي بذلك العواء الحزين وفى اليوم التالي لم يجد ليلى ولا اليوم الثالث وكاد أن يجن عندما قارن اختفاء ليلى مع حضور قاسم وفى اليوم الرابع كان عبد القادر قد اتخذ قرار
مزرعة الأساطير والرعب الحلقة 5

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق