انقطعت الكهرباء وسمعنا صوت ارتطام شيء ما ارتطم بالأرض وكان الصوت صادر من غرفة المكتب وبرغم انني من المفترض أن اكون جاهز لمثل هذه المفاجأة فقد كنت اتوقع انقطاع الكهرباء وبرغم ان المصابيح اليدوية كانت بجانبي غير أن المفاجأة كانت قد شلت حركتي فلم استطيع الحراك ولم يتحرك احد وللحظات وقبل أن تتحرك ايدينا الي المصابيح اليدوية عادة الكهرباء فجأة وحتي بعد أن عادة الكهرباء لم نتحرك فقط كنا ننظر باتجاه غرفة المكتب بترقب وكأننا نتوقع خروج شيء منها ولكن الصمت خيم مرة اخري فلم نعد نسمع سوي عقارب الساعة الكبيرة تك تك تك واخيراً تغلبت علي خوفي وقلت لهم هيا لننظر ماذا حدث في غرفة المكتب وكائني أريدهم أن يذهبوا معي كان الدكتور قد تغير وجهه وهو في حالة يرثي لها ولكني وقفت وأشعلت المصباح اليدوي تحسباً لانقطاع أخر للكهرباء وفعل أبن خالتي نفس الشيء الأمر الذي شجع الدكتور علي الوقوف وفي حركة مرتعدة أشعل المصباح وتقدمنا نحو حجرة المكتب وكانت مفاجأة أخري في انتظارنا كادت قلوبنا أن تتوقف علي أثرها فقد كانت هناك وفوق طاولة المكتب كانت الجمجمة موجودة الأمر الذي جعل الدكتور يصرخ ويتمتم وكاد أن يقع علي الأرض لولا انني اسرعت الي أسناده ومرت لحظات ونحن واقفين ننظر في أتجاه الجمجمة ولكن لم يحدث أي شيء عندها قلت لنفسي ربما حراس القبور السبعة يعلمون أنني أريد أعادة الجمجمة ولهذا أحضروها وجعلونا نعثر عليها واذا كان الأمر كذلك فهم لن يؤذونا و تقدمت وأنا أرفع صوتي وكأنني احاول أيصال رسالة ما لقناعتي أن الحراس يسمعون ما أقوله فقد قلت بصوت مرتفع حمد لله سوف نعيد الجمجمة الي بقية الهيكل في القبر ونقفل القبر كما كان ولن نسمح لأي بعثة بنبش القبور مرة أخري . قلت ذلك وأنا اتجه نحو الجمجمة ولا أعرف كيف واتتني هذه الشجاعة وعندما وصلت الي قرب طاولة المكتب شاهدة ما كاد قلبي أن يتوقف معه عن النبض وانتابتني تلك الرعشة فما شاهدته كان غريب غريب فعلً فقد شاهدت الجمجمة تنظر الي بعينين مفتوحة عينين طفل ولكن ذلك كان لجزء من الثانية أقفل عينيه بعدها وعندما نظرت مرت أخري كانت جمجمة عادية وبنظرة واحدة الي أبن خالتي والدكتور عرفت أنهم لم يشاهدوا ما شاهدته فلم يبدأ عليهم علامات رعب أخري عندها أثرت الصمت ولم أتكلم وقلت مكرر كلامي للدكتور في الصباح سوف نأخذ الجمجمة ونعيدها الي القبر وقال الدكتور نعم نعم سوف نفعل ذلك وسوف أقدم أسفي علي ما فعلته عند ذلك خرجنا من غرفة المكتب وتركنا الجمجمة فوق الطاولة وذهبنا الي غرفة الضيافة وبرغم أنها ليلة طويلة لم تغمض جفوننا فيها فنحن بملابسنا العادية وكان الرعب وهذه الأحداث الغريبة تعصف برؤسنا وبعد صلاة الفجر مباشرة طلبت من الدكتور علبة صغيرة لنحمل فيها الجمجمة وانطلقنا الي المنطقة منطقة سواني تيكا ومنها الي قرية أم الدنانير وكون المسافة كانت قريبة من الفويهات الي المنطقة فهي لا تتجاوز ال20 كيلو متر والطريق كانت خالية من السيارات فلم نستغرق أكثر من عشرون دقيقة كنا بجانب المقبرة وكانت الساعة حينها السادسة صباحا فقلت لأبن خالتي هذه فرصة أن الجميع لايزالون يغطون في النوم سوف نقوم بئعادة الجمجمة بدون أن يشعر أحد أحضر أبن خالتي فأس ومجراف وصعدنا الي المقبرة والي القبور السبعة مباشرة ولكون التربة لم يمضي وقت طويل علي نبشها فلم يستغرق الأمر منا الكثير من الوقت الأمر الصعب كان هو ازاحة الغطاء الحجري الثقيل ولكن بدافع الخوف وتدفق الأدرينالين فقد استطعنا ازاحة الغطاء بجهد خرافي وكان الهيكل العظمي أمامنا مباشرة عندها وبأيد مرتجفة أعدنا الجمجمة في مكانها ولاحت منى نظرة جانبية الي تلك النقوش والطلاسم التي تحدث عنها الدكتور والتي كانت منقوشة علي الصخرة من الداخل نعم انها الطلاسم التي ترصد الحراس حراس القبور السبعة لابد أن يكون ذلك العصر عصر السحرة والتحكم في العوالم الغريبة وبسرعة أعدنا الغطاء الحجري والأتربة فوق القبر ونزلنا بخطوات متسارعة وكأن هناك مئات الأشباح تلاحقنا وتسللنا بهدوء الي حجرة الضيافة لنغط في نوم عميق بعد ليلة طويلة ومرعبة لم نستيقظ الا علي أذان الظهر لنجد بقية أخوة عبدالله حولنا وكأنهم ينتظرون أن نروي لهم احداث مقابلتنا لدكتور الأثار وبعد تناول الغداء روينا لهم كل ما حدث بكل التفاصيل وبرغم الدهشة والتعجب غير أنهم كانوا يحمدون الله علي كون الأمر قد انتهاء علي خير وقلت لهم سوف ننتظر ما يحدث في هذه الليلة هل انتهت الأحداث أم أن حكاية الرعب مستمرة وقضينا بقية النهار في حكايات ولعب الورق الي أن غابت الشمس وأقبل الليل المخيف حامل معه تلك الرهبة ومشاعر الفزع من تكرار الأحداث برغم شعور بسيط بالطمأنينة كان يراودني غير أنني لم أتوقف عن القلق ماذا أذا لم تنتهي الأحداث ؟؟
وماذا أذا أستمر تجوال اولئك الشخوص السبعة ؟ ماذا نفعل حينها لقد أعدنا الجمجمة وقفلنا القبر ويجب أن تتوقف الأحداث كما قال البرفسور هشام
أنه يجب أعادة الامور الي وضعها الطبيعي وها نحن اعدنا الجمجمة وأغلقنا القبر اذا تمت مشاهدة سكان القبور مرة اخري فذلك يعنى مشكلة كبيرة لن تنتهي . كانت تلك الأفكار تراودني وكنت التصق في فراشي في غرفة الضيافة ومعي أبناء خالتي انور وعبدالله نتجاذب اطراف الحديث وفجأة خطرت لي فكرة غريبة فقلت لهم

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق