لقد اختفت
الجمجمة وكانت مفاجأة أخرى لم نكن نتوقعها يا للهول لقد تفاقمت المشكلة وازدادت
الأمور صعوبة فقد كان الحل الأمثل والذي كنت اراه حل سريع هو أعادة الجمجمة الي
بقية الهيكل العظمى في القبر ولكن اختفاء الجمجمة كان طامة كبرى وكان الدكتور في
حالة يرثي لها وأصبح يتمتم بكلمات غريبة لم نفهم منها شيء فحاولت أن اهدئ من روعه
وقلت له ليس هناك مشكلة الا ولها حل اطمأن يا دكتور وهدئ من روعك وسوف نجد بأذن
الله الحل نظر الي نظرة متشككة وقال كيف نفعل ذلك كيف نتخلص من هذه الورطة وتنتهي
هذه المشكلة أعصابي لم تعد تحتمل وكان يرتعد بشدة
عندها قلت له أسمع يا دكتور لقد شاهدت أهوال وأحداث اكثر رعب مما يحدث الأن
وهذه الأمور بسيطة وسوف تنتهي وكا محاولة لتهدئته قصصت عليه قصة مزرعة الرعب
والكتاب المشؤوم في اختصار وفي محاولة لاحتواء حالة الرعب التي اصابته
وكان يستمع الي وهو ينظر الي بنظرة متشككة وبرغم أنه لم يقتنع بكلامي وبداء أنه
غير مصدق غير أن حالت الهستيرية التي انتابته توقفت ودبت بعض الطمأنينة في قلبه
وقال لي وهل سوف تساعدني في حل هذه المشكلة أجبته بنعم فقال ولكن كيف والجمجمة قد اختفت
قلت له سوف نبحث عنها فقال أنه لم يترك شبر في مكتبه الا وبحث فيه . قلت له هل
هناك أماكن شاغرة في هذا البيت قلت له ذلك وأنا علي يقين أن هذا البيت الكبير جدا
لابد من وجود أماكن شاغرة فكما أخبرنا الدكتور
أن أولاده الكبار لا يقيمون معه
بعد أن تزوجوا كذلك بناته وزوجته قد سافرت في زيارة الي أهلها ولا يوجد سوى البواب
فقط . ولهذا تعتبر أغلب الغرف شاغرة أذا نظرنا أن البيت يتكون من طابقين وبدروم .
قال الدكتور ولكني لم أخرج الجمجمة من غرفة المكتب فقلت له أن ذلك يحدث أذا أقترن
الأمر بالعالم الأخر الذي لا نراه وبعد أن نظر الي نظرة طويلة متشككة قال هيا
لنبحث عنها ولكم حرية البحث معي حقيقة لقد كان الأمر غريب ومضحك فكل شيء كنت
أتوقعه الا أن أجد نفسي أفتش عن جمجمة في منزل رئيس قسم الأثار
وكانت
الأمور تسير بسرعة فقد باشرنا التفتيش وقلت لهم لنبدأ بالقبو ولا أعرف كيف خطر
ببالي ذلك لربما أن الحكايات والقصص المرعبة كانت تقترن بالأقبية والدهاليز ولهذا
نزلنا الي القبو والذي كان فيه غرفتين تتزاحم فيهن قطع من الأثاث الغير مستعمل ولم
يستغرق منا كثير من الوقت قمنا بتفتيش
جميع أركان القبو ولم نجد شيء وانتقلنا الي الطابق الأول وقال الدكتور أنه في غاية
الأسف علي ما تسببه لنا من مشاكل ونادى علي البواب وأخبره أن يحضر وجبات من الطعام
من مطعم باله القريب وقلنا له لا داعى الي ذلك دكتور ولكنه اصر وحقيقة لقد كانت
الساعة قد بلغت الثانية ظهراً ونحن لم نتناول شيء والجوع يلتهمنا ومطعم باله مشهور
بالأسماك المشوية ونظرات أبن خالتي كانت تقول لي توقف ودع الدكتور يحضر الوجبات
عندها تركته يوصي البواب وقلت مغير أتجاه الحديث لنبدأ بالطابق الأول وقد أستغرق
منا أكثر من ساعة انتهينا منه ولم نجد الجمجمة وحضر البواب ورائحة الأسماك المشوية
تسبقه وقال لنا الدكتور والذي شجعه وجودنا وبداء يرجع الي طبيعته والتي يبدو أنها
طبيعة مرحة قال لناكل اولاً وسوف نكمل البحث فلم يعد هناك سوى الطابق الثاني وحجرة
السطح وبعد أن انتهينا من تناول الأسماك انتقلنا الي الطابق الثاني وأحضر لنا
البواب اكواب الشاي ونظرات الاستغراب تملأ عينيه وانتهينا من تفتيش الطابق الثاني
وحجرة السطح ولكن لم نجد أثر للجمجمة
يا الاهي
أين اختفت ؟ وهل من الممكن أن تكون عادة الي مكانها ؟
أم أن حراس
القبور السبعة من أعادوها . ولكن لو أن ذلك ما حدث لكانت الأمور المرعبة قد توقفت
اذا أين
اختفت ؟ عندها خطرة في بالي فكرة غريبة
فقلت اعتقد أن الجمجمة سوف تعود في الليل ولا أعرف كيف قلت ذلك ولكن الدكتور عندما
سمع ذلك شهق شهقت غريبة وبداء يرتعد حتى انني ندمت علي قول ذلك . وأصبح الدكتور
يتمتم نعم نعم سوف تعود في الليل لقد سمعت اصوات غريبة في حجرة المكتب ولا أعرف
كيف قلت ذلك وما الذي دفعني الي قوله فقد قلت له دكتور سوف نبقي معك الليلة عندها امتزجت
نظرة الدكتور بين التشكك والارتياح ولكنه قال بسرعة مرحباً بكم ولا مانع لدي وأن
ذلك سوف يجعله يطمئن اكثر خاصة وأننا قد
أصبحنا نقتسم المشكلة والأحداث والرعب
وبرغم اعتراض
أبن خالتي عبدالله وبرغم أنه لم يكن يريد أن نبقه غير انني أخبرته أن ذلك قد يكون
الحل الوحيد للعثور علي الجمجمة وأعادتها
الي القبر
وقلت
للدكتور أننا سوف نذهب مشوار بسيط لشراء بعض المصابيح اليدوية الكاشفة فمن خلال
تجربتي كنت أتوقع أن تنقطع الكهرباء ولكن الدكتور قال لا داعى الي ذلك وأحضر ثلاث
مصابيح يدوية قوية وكشاف أخر من نوع متطور جدا يتم لباسه علي الرأس بحيث يكون علي
الجبهة وينطلق منه نور قوي جدا وقال أن هذه الأدوات من متطلبات التنقيب وفحص
المغارات والكهوف عندها قلت له حسناً
دعونا ننتظر قدوم الليل . الليل ذلك
العالم الغريب المظلم الذي تستمد منه الكائنات الغريبة القوة
قوة الظلام وتثير في نفوسنا الرعب والهلع وقضينا الساعات المتبقية والتي
تفصلنا علي الليل بالأحاديث وأنحلت عقدة لسان الدكتور والذي شعر بالطمأنينة
بوجودنا وأخبرنا أنه كان ينوى ترك البيت والسفر خارج البلاد وبعد أن أحضر لنا
البواب وجبات خفيفة اوصي بها الدكتور والذي يتضح أنه ثري جدا وكريم
وستأذنه
البواب في قضاء الليلة مع ابناء عمومته في حي الصابري فلم يمانع الدكتور وقال له
فقط في الصباح قبل العاشرة تكون هنا وأنطلق البواب مغادر وغابت الشمس وكنا نجلس في
غرفة الجلوس المقابلة لغرفة المكتب مكتب الدكتور علي ذلك الصالون الضخم المصنوع
علي الطراز الفيكتوري وحقيقة لقد أعجبني تنسيق الأثاث والذي يدل علي ذوق كبير فكل
الأثاث كان يبدو أنه من طراز العصور الوسطى ويتفق مع عشق الدكتور للأشياء الاثارية
ومرت ساعة ولم يحدث شيء وساعتين وثلاثة وأقترب الوقت من منتصف الليل ودقت تلك
الساعة الكبيرة الاثارية بناقوسها ونغماتها القديمة بوم بوم بوم وكانت تعلن عن منتصف الليل وحقيقة كان الشعور
بالرهبة والرعب يسيطر علينا فكل شيء في البيت يذكرك بالعصور الوسطى ودراكولا
والمتحولين
وفجأة وبدون سبق انذار ترك دووووم .....

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق