هل انتِ كانت الكلمات تتلعثم في حلقه وكأنه لا يريد أن يخرجها وشاهدت هي ذلك واتسعت ابتسامتها فقد أدركت أنه فهم كل شيء وأخيراً استطاع أن يخرج الكلمة فقال جاهداً ليلى هل أنتِ جنية ابتسمت وأمة برأسها علامة الموافقة فكاد المسكين إن يغمى عليه كيف يكون ذلك أنه يراها أمامه امرأة بكل مفاتنها وجمالها أنها واقع لا شك أنها واقع لقد صافحها وأمسك بيدها أكثر من مرة لم يكن فيها شيء مختلف أنها لحم ودم الحيرة ملئت عقله لم يعد يدرى ماذا يقول شعرت هي بذلك فقالت أجلس يا عبدا لقادر سوف أشرح لك كل شيء لقد كنت أراقبك من زمن وقد أعجبت بك كل الإعجاب وأنت تروق لي كثير وكنت كثيراً ما اتبعك وأنا من أخفت قطاع الطرق وأنا من قام بسرقة القطيع وأنا من أعاده لم يستطيع عبدا لقادر إن يتمالك نفسه فقد سرت تلك الرعدة في كل كيانه ولاحظت هي ذلك فقالت عبدا لقادر هل أنت خائف منى فقال لها نعم قالت ولكني لا أريد أن أؤذيك أنا أريد إن نتزوج فقال كيف يكون ذلك وهل من الممكن أن يكون هناك زواج بين الإنس والجن قالت نعم قال ولكني لم أسمع بذلك مطلقاً قالت يوجد كثير من الحالات التي تم فيها الزواج بين الأنس والجن ونحن شعوب مثلكم نختلف عنكم ببعض الأشياء مثل القدرة على التشكل والطيران ولاختفاء فقال ولكن كيف يتم بيننا الزواج وأنتِ مخلوقة من النار وأنا مخلوق من الطين وهل سوف ننجب أطفال وهل تكون لهم قدرة الأنس أو قدرة الجن وهل أنتِ مسلمة قالت نعم أنا مسلمة وسوف نتزوج بالطريقة الإسلامية وقد كنت في جدال شديد مع أهلي وأخيرا استطعت الحصول على موافقتهم وسوف نعيش في المزرعة التي تم شراها فلن يزعجنا أحد فكل سكان المنطقة يخشون هذه المزرعة كان عبدا لقادر المسكين في حالة صدمة شديدة لم يستوعب ذلك ولم يدرى ماذا يقول لو إن له أهل وأخوة لا ربما أختلف الوضع ولكنه لا يعرف أحد ولم يتعلق بأحد غير ليلى التي كانت تعنى له كل أسرته وكل شيء ولذلك لم يعارض ولم يتكلم واعتبرت ليلى سكوته موافقة فقالت الأسبوع القادم سوف نحتفل بالعرس وفى المزرعة ولأن استأذنك أذهب إلى أهل النجع وأستأذنهم في الرحيل واخبرهم أنك سوف تقيم في المزرعة لحصولك عليها في ورثة قاسم يشك في كل شيء لن يصدق ذلك ولكنه شخص ذكى سوف يتفهم الموضوع ولأن وداع وسوف ألتقيك بالمزرعة بعد ثلاثة أيام ذهبت ليلى وتركة حيرة الدنيا في عقل عبدا لقادر الذي رجع إلى النجع تعصف به كل أنواع الأفكار المرعبة كيف يكون ذلك هل يتزوج جنية وكيف يقضى بقية عمره مع الجن وهل أهلها لطفا مثلها انه يعرف أن الجان عفاريت ولطالما كان يخشى الأماكن المظلمة والعفاريت فكيف يقيم مع عفريته من الجن صحيح أن شكلها جميل وهى امرأة فأتنه ولكن هي جنية وأخيرا وصل إلى النجع وصل وأستقبله قاسم استقبال جيد وحاول عبدا لقادر إن يضع ابتسامة على وجهه ولكنها كانت ابتسامة شاحبة لا تعنى شيء حيث كانت كل أفكاره مضطربة قلقة لاشك انه على حافة الجنون وألا كيف سوف يعيش في تلك المزرعة المهجورة ومع من مع عفريتة من الجان لاحظ قاسم ذلك الاضطراب والشحوب الذي يعترى وجه عبدا لقادر وكان حدسه ينبئه بحدوث أمرً ما وسئل عبدا لقادر عن سبب هذا الحزن والشحوب ولكنه أخبره أن ذلك كان من أثار التعب فالرحلة كانت طويلة وشاقة واستأذنه في الذهاب إلى خيمته للراحة وذهب تارك قاسم في حيرة شديدة قاسم الذي كان الفضول يملأ عقله من هو عبدا لقادر بالتحديد وما ألذي يحدث له أنه ليس مجنون ولا مريض هناك أمور تحدث كان يتمنى أن يطلع عليها ولكن يضل عبدا لقادر في نظره لغز يحتاج إلى الكثير من التحليل والمراقبة إما عبدا لقادر فقد أوى إلى خيمته تعتليه الوساوس وتعصف برأسه الأفكار لقد وقع في ورطه لا يعرف كيف سيخرج منها ماذا سيقول عنه الناس وكيف سوف يعيش مع جنية أنه معجب بها ولكنه أصبح يخشاها وقضى ليلته يتخبط في تلك الأفكار السوداء ولا يدرى متى أستغرق في النوم وفى اليوم التالي تأخر في النوم ولم يذهب مع القطيع وكانت مفاجأة لقاسم الذي لاحظ ذلك وأرسل في طلب عبدا لقادر الذي حضر على الفور وسأله قاسم عن سبب عدم خروجه بالقطيع وهل صحته جيدة وبــــــــعد تردد أخبره عبدا لقادر انه يعتذر عن الاستمرار في الرعي وانه يستأذن في الرحيل أستغرب قاسم وقال ولكن لماذا هل ضايقناك في شيء قال لا فقال له إذا لماذا تريد الرحيل والى أين نحن نريدك إن تقيم معنا وسوف نزوجك بأحد فتيات النجع وتكون معنا كـــان موقف عبدا لقادر مخجل جداً مع نفسه ومع ذلك الكرم الذي يحفه به سكان النجع وخاصةً قاسم ولكنه كرر الاعتذار وأخبر قاسم أنه قد ورث مزرعة قريبه من أحد أعمامه وانه يرغب في الإقامة بها واستصلاحها تعجب قاسم وكانت مفاجأة له كيف حصل ذلك وقفزة إلى رأسه المزرعة الملعونة كما يسمونها فقال أهي تلك المزرعة التي تقع على مسيرة نصف يوم من هنا فقال نعم عند ذلك أستيقن قاسم كل الأمور وشعر برعشة تسرى في كل أوصاله لقد كانت ظنونه في محلها عبدا لقادر هذا يدور حوله الكثير من الغموض وهو لاشك أنه يتعامل مع الجان ولكنه كتم ذلك في نفسه ولم يظهره وقـــــــــــال أسمع يا عبدا لقادر كنت أتمنى إن تبقى معنا وتكون فرداً منا وأخ لنا أنت إنسان فاضل محترم ولكني لن أقف في وجه رغبتك ولا اطلب منك شيء سوى أن تسامحنا على كل شيء وإذا احتجت إلى شيء تأكد إننا أخوتك أنا لا اعرف كيف ولا لماذا هذه المزرعة بالذات أشعر إن هناك أمور غريبة تحدث ولكن ليوفقك الله ويرعاك وانتبه إلى نفسك وسقطت دموع صادقة من عيني عبدا لقادر عند سماعه إلى كلام قاسم فقد عاش حياته مشرد لم يجد أحد يهتم به غير ليلى ولذلك فقد وقع أسير حب كان يفتقده وعند سماع كلام قاسم شعر أن هناك شخص أخر يحبه فأغرق فالبكاء وسقطت دموع قاسم أيضاً تأثر بالموقف وفى مساء ذلك اليوم أجتمع أهل النجع على حفل عشاء أقيم لوداع عبدا لقادر وكان أصعب موقف مر به في حياته شعر أن قلبه سوف يتقطع لقد تألف معهم وألفوه وقد شعر من أعماقه انه يودع أهل له وفى صباح اليوم الثاني كان يقود بعض الماعز الذي كان قد تحصل عليه مقابل الرعي وفى طريقه إلى المزرعة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق