شاهدنا مرور ذلك الخيال الأسود الذي مر من أمام الغرفة كان شيء ضخم شيء مثل الغوريلا عند ذلك صرخ هاني بصوت مرتجف سعدووووون هل شاهدت ذلك فقلت له بصوت أكثر ارتجافا نعععم لقد شاهدته فقال لي هامساً وماذا كان ذلك فقلت له في صوت أكثر همساً لا أدري فهنا تحدث أمور غريبة وأهوال لم تكن في الحسبان من كان يخطر علي باله أن يحدث كل هذا من مجرد قراءة كتاب كل هذه الأهوال سببتها تلك التعويذة ألتي تتكون من بضع كلمات صحيح لقد نسيت كلماتها ولكن لا زلت أذكر أن بدايتها كانت اصباؤت أل شداي سلمان سلمان سلمان كانت هذه الكلمات هي ما علق بذهني من تلك التعويذة وبرغم أني لا أود أن أعود بذاكرتي أليها إلا أن كلماتها كانت تراودني وهي سلمان سلمان سلمان ولا أدري من هو سلمان هذا قال هاني مرتجفاً لا لا أدري قلت له في محاولة لتغيير دفة الحديث وخلق بعض الاطمئنان وبصوت هامساً غداً يجب أن نحضر عميش هذا بأي طريقة فقال نعم يجب أن نحضره فنحن لن نستطيع أن نستمر في المقاومة عند ذلك سمعنا صوت ضحكة انطلقت ضحكة شامتة وأرتفع صوت الطنين مرة ثانية وكأن الغرفة قد امتلأت بالنحل أصوات كثيرة انطلقت من داخل البيت أصوات عواء ذئاب وأصوات نهيق حمير وأصوات كلاب وكأن البيت قد أصبح حديقة للحيوانات عند ذلك لم نعد قادري علي الصمود أكثر فانطلقنا نركض نحو باب البيت وأصوات الحيوانات تركض من ورآنا ووصلنا إلي الباب الذي كان مقفل فقبضت علي مقبض الباب بأيدي مرتجفة وجذبته وبرغم أني كنت متوقعاً أن أجده مقفل إلا أن الباب أنفتح فخرجنا نركض إلي حديقة البيت ولم نتوقف إلا خارج باب السور الخارجي للبيت توقفنا وأنفاسنا تلهث حقيقة لقد كان الرعب أكبر من قدرتنا علي احتماله لقد صدق ذلك العميش عندما قال أن هذه الأمور تحتاج إلي قلب جامد لقد تأكد لي أن قلبي ليس جامد وأن هذه الأهوال لا يحتملها .. الغريب في الأمر أني وبرغم عدم قدرتي احتمال المواقف المرعبة إلا أني أجد متعة في وقوعها فبمجرد ما يمر الموقف أجد نفسي قد نسيت ما مر بنا من أهوال واجد أني قد أقحمت نفسي في أهوال أخري فدم المغامرة كان يجري في عروقي كنت أعشق الرعب والأهوال برغم عدم قدرتي علي مواجهتها جلسنا بجانب سور الحديقة من الخارج وبرغم الأهوال وبرغم الرعب الذي مر بنا إلا أننا نظرنا إلي بعض وانطلقت تلك الضحكة العصبية من أفواهنا وانطلقنا نضحك بصوت مرتفع ولوا أن الساعة كانت متأخرة بالليل ولبيت كان يقع في منطقة هادئة تحتوي بيوت تحتل مسافات كبيرة مما يجعل وجود مسافة بين مداخل البيوت ولو أن أحد المارة أو دوريات الشرطة شاهدنا حينها لظن أننا سكارى فقد انطلقت ضحكاتنا وانطلقت بصوت هستيري وقال هاني لقد هربنا لم نعد نستطيع المقاومة فقلت له أجل لقد هربنا كان ما حدث مشترك بيننا ولن يلوم أحدنا الأخر فقد انطلقنا مع بعض هرباً من ذلك البيت الذي أنقلب إلي بيت تسكنه الأشباح والرعب وقلت في محاولة أخري لخلق المرح والمداعبة برغم أن الأجواء كانت لا تزال مشحونة بالرعب قلت لهاني لو أن هذه العفاريت تدفع لنا أجار البيت لتركناها وشأنها ضحك هاني ضحكت هستيرية أخري وقال ماذا سنفعل الآن ساعة واحدة وتشرق الشمس فقلت له دعنا ندخل إلي الحديقة ونكمل الساعة وبرغم رعبنا الشديد إلا أننا دخلنا إلي الحديقة ولكن فقط قرب الباب الخارجي لسور الحديقة ولم نتعمق إلي الداخل وهناك بجوار أحد الأشجار جلسنا علي الأرض ولم أحاول أن أنظر إلي ناحية البيت علي الإطلاق برغم معرفتي الأكيدة أن نافذة غرفتي من الممكن مشاهدتها من هنا ولكن لم أجد الشجاعة لأنظر إليها وبرغم أن الزمن الباقي علي شروق الشمس هو ساعة واحدة إلا أنها مرة بطيئة وكأنها دهراً وأخيرا تسللت تلك الأشعة التي تخشاها الأشباح تسللت لتتسلل معها الطمأنينة في قلوبنا ويا سبحان الله لقد قلت في السابق أن الأشباح مخلوقة من طاقة السواد الحالك ولذلك فهي تضعف وتضعف في ضوء الشمس أو أن الخوف عندما ينطلق من نفوسنا هو من يغذي تلك المخلوقات بالقوة وعندما نشعر بالشجاعة والطمأنينة فأن نفوسنا تطلق طاقة مضادة تضعف تلك المخلوقات المهم لقد دبت الطمأنينة في نفوسنا فقد تسللت وتسللت أشعة الشمس وما هي إلا دقائق إلا ولاح ذلك القرص الملتهب الذي يشع الأنوار كانت مناظرنا مضحكة وخاصة أنا فقد كانت يدي ورجلي مصابة وكانت هناك اثأر للدماء علي قميصي ناتجة من جرح بيدي قد تجلطت الدماء بيه ناهيك عن ملابسي المتسخة لم نتحرك من الحديقة إلا بعد نصف ساعة وبعد أن ارتفعت الشمس عند ذلك قلت لهاني ما رأيك أن ندخل إلي البيت وبرغم جنون الفكرة إلا أن ضوء الشمس كان يشجع علي الدخول دخلنا إلي البيت ودرنا في أركانه ولكن لا يوجد أي شيء غريب كان مثل ما كان عليه في السابق لا حيوانات ولا نحل ولا أي شيء يذكر عند ذلك ذهبت إلي غرفتي واستبدلت ثيابي وكان التعب قد بلغ بنا مبلغ كبير من الإعياء فلم ننام طوال الليل قلت لهاني ما رأيك هل ننام هنا قليل أو نذهب إلي تناول الإفطار وننام عندك أو نذهب إلي البيت الثاني لننام أو نذهب إلي عميش ونخبره بما حدث فقال هاني الذي كان أيضا في حالة يرثي لها من التعب والإرهاق العصبي من تلك الليلة المرعبة بل ستذهب معي إلي البيت وسوف ننام وبعد ذلك نذهب إلي عميش وحصل ذلك فقد ذهبنا إلي بيت هاني واستغرقنا في النوم ولم أستيقظ إلا علي صوت جرس الموبايل والذي كان والدي يسأل ويطمئن علينا فقلت له أن الأمور جيدة فلم أشأ إن أشغل باله ونظرت إلي الساعة فوجدتها الثانية بعد منتصف النهار ولم أجد هاني الذي يبدو أنه قد أستيقظ وخرج ولم يشأ أن يوقظني عند ذلك اتصلت بيه ولكن صوت جرس الموبايل سمعته قادماً ولحظات ودخل هاني يمسك بيده الموبايل وهو يضحك وقال أخيرا قد استيقظت فقلت له هل استيقظت من فترة فقال قبلك بحوالي ربع ساعة فقط كان الغداء جاهز فتناولنا الغداء وبعد ذلك كنا ننطلق في طريقنا إلي عميش ولم يمضي وقت طويل وكنا نجلس مع عميش نقص عليه كل ما حدث وبرغم الإثارة وبرغم انفعالنا ونحن نتحدث ألا أن ذلك النيجيري لم يتأثر ولم يبد علي وجهه أي تعابير تدل علي الانفعال وكأن ما حدث شيء عادي عند ذلك فقط تأكدت من نوع القلب الجامد الذي تحدث عنه فقد كان عميش هذا يملك قلباً جامداً وهذا ما بداء لي من خلال متابعتي لتعابير وجهه التي لم تتغير طيلة روايتنا للأحداث وبعد أن انتهينا من قص كل ما حدث إلي عميش كل ما حدث حتى قصة هروبنا ضحك عميش وقال أنكم فعلً شجعان نظرت إليه بسرعة لأتأكد من أنه لا يسخر منا ولكنه كرر إنكم شجعان فعلً فمجرد عودتكم إلي البيت وبقائكم داخله أكبر دليل علي شجاعتكم فأنتم لا تعرفون ما تواجهون بالتحديد فقلت له والآن ما هو الحل فقال الليلة يجب أن تمكثوا في البيت نظرة إلي هاني وكدت أن أرفض الفكرة ولكن هاني قال يجب أن تذهب معنا وألا لن ندخل البيت أبدا كان جواب هاني حاسماً وقاطعاً ولأنه أعجبني فلم أتكلم ولكن عميش قال نعم سوف أكون معكم ولكن لن أذهب معكم بل سوف أحضر إلي هناك وهذا وعد مني بذلك أعطوني وصف البيت بالتحديد فقمنا بإعطائه الوصف بالتفصيل وقال المهم بقائكم داخل البيت لا تخرجوا أبدا مهم حصل سوف تكون ليلة حاسمة ولكن سوف أغلق الفتحة المهم أكرر لا تخرجوا من البيت أبدا سوف تشاهدون أهوال واشياء مرعبة ولكن يجب أن تكونوا شجعان جداً الليلة من غروب الشمس يجب أن تكونوا داخل البيت وسوف أحضر إليكم بعد إن انهي شغل خاص بنا فقلت له لا يجب أن تتأخر وكان ذلك بمثابة موافقتي علي البقاء داخل البيت ونظرة إلي هاني الذي نظر إلي نظرة غريبة المسكين كان لا يريد أن نعود إلي داخل البيت أبدا وكرر عميش يجب أن لا تفترقون عن بعض وجودكم مع بعض يضعف تأثير الكيان عليكم يجب أن لا تفترقوا مهم حدث ومهم حصل سوف تكون هناك محاولة لتفريقكم ولكن عليكم الصمود إلي حين حضوري فقال له هاني ولماذا لا تذهب معنا ؟؟ وهل سوف تتأخر؟ وإذا تأخرت فماذا سيحصل معنا ؟؟ولكن عميش كرر أنا لدي شغل هام يتعلق بهذا الحدث يجب إن اجلب بعض الأشياء وهناك أمور أخري لا تفهمونها ولكن هاني كان منفعل جداً فقال وما هي هذه الأمور قال ذلك بعصبية فقلت له خلص يا هاني سوف نفعل ما طلبه عميش ونظرت إلي عميش وقلت له سوف ننتظرك وخرجنا من عنده كانت الساعة هي الخامسة مساء ولم يتبقى سوي ثلاث ساعات فقط علي غروب الشمس فقلت لهاني ما ذا سوف نفعل يجب أن نستعد بشتى الوسائل التي تضمن لنا البقاء سوف نحضر معنا بطاريات قوية ومصابيح وعلي الفور انطلقنا إلي إحضار الأغراض التي كنا نحتاجها وعلي عكس الساعة التي كنا ننتظر فيها شروق الشمس في صباح اليوم والتي مرت وكأنها دهر فقد أنقضت الساعات الثلاثة بسرعة كبيرة ووجدنا أنفسنا أمام البيت علي تمام الساعة السابعة والنصف ولم يتبق علي غياب الشمس سوي نصف ساعة فتحنا الباب ودخلنا إلي داخل البيت وكان كل شيء هادي ولا يوجد شيء مريب فلا تزال بقايا أشعة الشمس تتسلل من النوافذ ذهبت إلي مكابس الكهرباء وشغلتها لتنطلق الأنوار في البيت وقمت بتفحص مصابيح الشحن وتأكدت من سلامتها وقابليتها للشحن عند ذلك فقط جلسنا في غرفة الجلوس نتجاذب أطراف الحديث فقد كانت الأنوار قد تم تشغيلها في جميع غرف البيت وكان الجو يوحي بالهدوء الشديد ولكنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة فقط فساعة واحدة فقط التي مرة بهدوء ساعة فقط وبعدها تررك ليغرق البيت في الظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق