كان الكيس ممتلئ بالدنانير الذهبية التي تسمى حينها بالجنيه المجيدي وهى عمله تم دقها أيام أحد سلاطين العثمانيون كان عبدا لقادر ينظر إلى الكيس ويديه ترتعش من ملمس الدنانير الذهبية التي كانت في ذلك الوقت تشكل ثروة كبيرة جداً ليس من السهل أن يحصل عليه إلا كبار التجار وكبار الدرك والباشاوات فكيف حصلت ليلى على هذه الدنانير وما هي الخدمة التي تريدها لقد كاد تفكيره أن يتوقف كل ما كان يزيل الغموض عن ليلى كانت تزداد غموض ولم يستطيع أن يكتم دهشته أكثر فقال من أين من أين حصلتي على هذه الجنيهات ؟؟ فقالت ضاحكه وقد شاهدت لهفته ونظراته المتشككة أسمع يا عبدا لقادر لن أقول لك شيء الآن بل أريدك أن تعدني أن لا تسألني عن شيء حتى أحدثك عنه بنفسي فواعدها عبدا لقادر فقالت وأنا اوعدك أن أشبع فضولك في حينها المهم أريدك أن تسمع ما أقوله لك أولاً أريدك إن تزيل كل هذه الشكوك التي تملئ عقلك حتى تستطيع أن تفكر بطريقه سليمة ثانياُ بالنسبة للقطيع فقد تم العثور عليه عن طريق رجال الدرك وقد تمت أعادته كاملً لم ينقص منه شيء برغم أن اللصوص اللذين سرقوه قد هربوا ولم يتم القبض عليهم ورجال ألنجع يبحثون عنك الآن للاعتذار منك وأحدهم ويسمى قاسم يتجه إلى هذا المكان ولا ربما يصل ألي هنا بعد نصف ساعة ولذلك أريدك أن تسمع مــــــــــا أقول وكما وعدتني لا أسئلة قال عبدا لقادر لحظه لحظه كيف تقولين عثر رجال الدرك على اللصوص وهناك من قال من رجال النجع أنه شاهدني أنا قالت ضاحكه أليس من الشبه أربعين ولقد وأعدتني إن لا تسأل لا مزيد من الأسئلة أولاً أريدك أن تذهب إلى صاحب المزرعة وتشتريها منه وهو يقيم حالياً في البلدة المجاورة ويسمى الحاج عبدا لجواد فعليك إن تذهب إليه وتخبره أنك من طرف برهام وأنك تريد شراء المزرعة وعليك إن تتم معه أجراء الشراء عن طريق القاضي في الدائرة القضائية وتأخذ منهم مستند الشراء ولكن لا أريدك إن تخبر قاسم بذلك على الأقل ألي أن يتم شراء المزرعة وبعد ذلك سوف نلتقي بالمزرعة وتستطيع حينها أن تسأل ما شاء لك من الأسئلة
ولأن أستأذنك في الذهاب فقاسم يتسلل مقترب من هذا المكان وقفت ولوحت له بيدها وانسابت بسلاسة لتختفي بين الأشجار وكأنها حلم ليبقى عبدا لقادر مشدوه ينظر إلى الاتجاه الذي أخطفت فيه وعقله يسبح في بحر من الحيرة التي تركته فيها من هيا ليلى ؟؟ ومن تكون ؟؟
وكيف تعرف كل شيء ؟؟ أسئلة كثيرة وحيرة كبيرة ولكنه كان يبرر لنفسه بأنها واعدته أن تخبره بكل شيء عندما يشترى المزرعة وذلك كان يريح نفسه ولم يخرج من تلك الحيرة إلا على صوت قاسم الذي كان ينادى عبدا لقادر عبدا لقادر أسرع عبدا لقادر وخباء الكيس في ثيابه عندما قال لقد كنت أعرف أنى سوف أجدك هنا وأحتضنه قاسم لقد عثرنا على القطيع لقد كنت أعلم أنك بري ونحن نعتذر منك على ما حدث ونرجو أن تسامحنا وسحبه من يده عائداً به إلى النجع ليجد رجال النجع قد أسرعوا ألي ملاقاته وهم يحتضنونه ويطلبون السماح فقد كانت الأخلاق البدوية تفرض عليهم ذلك وقام قاسم يذبح ثلاثة جديان لإقامة مائدة لعبدا لقادر المراد بها الاعتذار وطلب السماح منه وشعر عبدا لقادر بسعادة بالغة وفرحه عارمة فقد رد أليه اعتباره أمام أهل النجع بعد إن كان بنظرهم سارق انتهت الوليمة وعندها أستأذن عبدا لقادر في الذهاب إلى النوم وقبل أن يغادر قال لقاسم انه يعتذر عن رعاية القطيع لمدة يومين أو ثلاثة حيث أنه يريد الذهاب ألي البلدة المجاورة لبعض الأعمال لم يتكلم قاسم ولم يمانع رغم انه لازال يراوده شعور غريب تجاه عبدا لقادر وغرابة ما يحدث هناك شيء ما يحدث لاشك في ذلك ذهب عبدا لقادر إلى خيمته ليعود إلى أفكاره ويراجع كل الإحداث التي جرت معه وكان أيضا يشعر إن هذه الإحداث مليئة بالغرابة وفى الصباح انطلق إلى البلدة المجاورة راكب على ذلك الحمار الذي أعاره له قاسم وكانت البلدة بعيد بعض الشيء وكادت الشمس إن تغرب عندما توقف للاستراحة وهو يفكر بان يقضى ليلته في ذلك المكان ولكنه شعر إن هناك حركه غريبة تأتى من خلفه والتفت ليشاهد ثلاثة رجال كانا لاشك يتبعونه وكان شكلهم يوحى أنهم من قطاع الطرق فقد كانا يحملون الخناجر وصاح فيه احدهم أخرج نقودك يا هاذ إذا كنت تريد حياتك وتقدم منه كانت مفاجأة قاسيه لعبدا لقادر سوف يستولون على كيس الذهب أو يقتلونه إذا قاوم هو لم يستطيع إحضار بارودة معه خوفاً من الدرك ولن يستطيع مقاومة الثلاثة معاً ولكن شيء عجيب الذي حصل فقد صرخ أحد الرجال برعب شديد يا الاهي ما هاذ وتبعه صراخ الآخرون وهم ينظرون في نفس الاتجاه وصرخات الرعب تتعالى منهم ألتفت عبدا لقادر إلى نفس الاتجاه ولكنه لم يشاهد شيء ونظر إلى أتجاه الرجال الذين انطلقوا وهم يطلقون صــرخات الر عب وابتعدت صرخاتهم وكأن هناك من يطاردهم تاركين عبدا لقادر في حاله أخرى من الذهول والحيرة ما الذي حدث للرجال وما هو الشيء الذي شاهدوه حتى تنتابهم هذه الحالة الشديدة من الذعر والرعب وخيم صمت مخيف على تلك الغابة وشعر عبدا لقادر بالخوف الشديد حتى انه ابتعد من ذلك المكان بقدر ما استطاع وبقدر ما سمحت له الروية فقد خيم الظلام وفى تلك الليله لم يغمض له جفن وتذكر تحذير قاسم من قطاع الطرق والذئاب وكيف أخبره أن لا يسلك الطريق الرسمية وأخبره أن يبحث عن مكان أمن يؤوى أليه قبل الظلام خشية إن تفترسه الذئاب ولذلك فقد كان يخشى الذئاب برغم أنها لم تقترب منه كانت أصواتها في ذلك الجبل تشق ظلام الليل وتخترق جدار الصمت بذلك العواء ولكنها لم تقترب منه وهذا أيضا كان يحيره وعند أول خيط من خيوط الفجر انطلق مرة أخرى في اتجاه البلدة وقبل الظهيرة وصل إليها وعرج ألي احد المحلات تلاحقه النظرات مثل إي غريب يدخل البلدة وسئل صاحب المحل عن بيت الحاج عبدا لجواد فوصفه البيت ولم يكن عبدا لقادر يريد إن يضيع وقته فقد انطلق على الفور إلى البيت الذي وصفه له صاحب المحل وطرق الباب وخرج له رجل في منصف العمر فقال له عبدا لقادر أريد الحاج عبدا لجواد فقال الرجل تفضل أنا الحاج عبدا لجواد ودعاه إلى الدخول فدخل عبدا لقادر إلى حجرة المضيفة وقال للحاج عبدا لجواد أنه قد حظر من أجل المزرعة وانه يرغب في شرائها ارتعدت نظرات ألحاج عبدا لجواد وهو ينظر إليه بتمعن وقال والكلمات تخرج منه ببطء شديد ولكني ولكني بعت المزرعة فقال له عبدا لقادر لقد حضرت أليك من طرف برهام ارتعش ارتعاش واضح وشاهد عبدا لقادر ذلك الرعشة التي إصابته عندما سمع أسم برهام وقال الحاج عبدا لجواد حسنً لا مانع لدى من بيعها فهذه المزرعة نحس ولم تجلب لي سوء النحس فقال عبدا لقادر وبكم تريدها قال الحاج عبدا لجواد أريدها بعشرين قطعة من الذهب قال عبدا لقادر حسنً أنني اشتريها هيا لنتم أجراء البيع في دائرة القضاء وخلال ساعة كان مستند الشراء قد تم تدوينه في سجلات الدائرة القضائية وتم توقيع بعض الشهود وحصل عبدا لقادر على نسخة منه عند ذلك تنفس الصعد وعرج على أحد المقاهي وتناول وجبة فطور وأرتاح تحت شجره لينطلق عائد إلى النجع

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق